للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو عبد الله بن عبد الله -وهو صاحب الحديث, وأخوه الطيب بن عبد الله, فسمَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن، وفاكه بن النعمان، فأسلمنا, وسألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقطعنا أرضًا من أرض الشام، فقال: سلوا حيث شئتم. قال أبو هند: فنهضنا من عنده -صلى الله عليه وسلم- إلى موضع نتشاور فيه: أين نسأل.

فقال تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها، فقال أبو هند: رأيت ملك العجم اليوم، أليس هو بيت المقدس، قال تميم: نعم، فقال أبو هند: فكذلك يكون في ملك العرب، وأخاف أن لا يتمّ لنا هذا. قال تميم: نسأله بيت جيرون، فقال أبو هند: أكبر وأكبر، فقال تميم: فأين ترى أن


ذكره ابن إسحاق فيمن أوصى له -صلى الله عليه وسلم- بمائة وسق من تمر خيبر، "وأبو عبد الله" الذي في رواية أبي نعيم المذكورة، وأبو هند "بن عبد الله، وهو صاحب الحديث"، أي: راوية، وعلى فرض صحة نقل المصنف، فيكون له كنيتان، ولم يذكر ذلك في الإصابة، "وأخوه الطيب بن عبد الله" الداري، ويقال: ابن بر، ويقال: ابن البراء أخو أبي هند، كما في الإصابة، "فسمَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن" كما لأبي نعيم ولابن أبي حاتم، والواقدي، فسماه: عبد الله، ولعلَّ ذلك للتشاؤم بنفي الطيب، أو كراهة إيهام التزكية لو سئل من أنت، فيقول الطيب، "وفاكه" بفاء، فألف، فكاف مكسورة، فهاء أصلية "ابن النعمان" بن جبلة -بجيم، فموحدة، فلام مفتوحات- الداري, ممن أوصى له النبي -صلى الله عليه وسلم، وسماه أبو نعيم في روايته رفاعة بن النعمان، وكذا الواقدي من مرسل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قدم وفد الداريين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منصرفه من تبوك، وهم عشرة: هانئ بن حبيب وعروة بن مالك بن شداد، وقيس بن مالك، وأخوه مرة، وذكر الستة باقي العشرة، قال: فسمى الطيب عبد الله، وسمى عروة عبد الرحمن, وذكر الرشاطي أن هانئًا أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قباء مخوصًا بالذهب، فأعطاه العباس، فباعه من يهودي بثمانية آلاف، "فأسلمنا، وسألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقطعنا أرضًا من أرض الشام، فقال: "سلوا" أرضا "حيث"، أي: في أي مكان "شئتم" أقطعها لكم، "قال أبو هند: فنهضنا" قمنا "من عنده -صلى الله عليه وسلم"، وذهبنا "إلى موضع نتشاور فيه أين نسأل، فقال تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها" بضمّ الكاف: ناحيتها، "فقال أبو هند: رأيت ملك العجم اليوم، أليس هو بيت المقدس، قال تميم: نعم، فقال أبو هند: فكذلك يكون فيه ملك العرب, وأخاف أن لا يتمّ لنا هذا"، فيفوت مرادنا، "قال تميم: نسأله بيت جيرون" بفتح الجيم، وإسكان التحتية موضع بدمشق، أو بابهها الذي بقرب الجامع عن المطرزي، أو منسوب إلى الملك جيرون؛ لأنه كان حصنًا له، وباب الحصن باقٍ هائل، قاله في القاموس، "فقال أبو هند: أكبر وأكبر" من بيت المقدس؛ لأنه محل الملك، "فقال تميم: فأين ترى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>