"وقال صاحب باعث النفوس" إلى زيارة القدس المحروس، وهو ركن الشام، شيخ الإسلام، برهان الدين إبراهيم الفزاري، وذكر المصنف هذه القصة هنا، وإن كان ذكرها في الوفود أنسب، كما فعل غيره دفعًا لتوهُّ أنه لا يقطع أحدًا من الأرض شيئًا من قوله في قصة هوذة: "لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت"، فكأنه قال: فمن سأله شيئًا من النبوة ونحوها منعه, ومن الملك أو الأرض أعطاه لقصة الدرايين، ولذا كان الأَوْلَى ذكرها قبل الكتاب إلى الحارث، كما هو في بعض النسخ، وفي كثير منها إسقاطها. "روي" عند أبي نعيم من طريق سعيد بن زياد -بفتح الزاء المنقوطة، وشد التحتانية ابن فائد بالفاء ابن زياد، بضبط حفيده ابن أبي هند عن آبائه إلى أبي هند وفائد، وابنه ضعيفان، ولذا مرضه يروى "عن أبي هند الداري" من بني الدار بن هانئ بن حبيب، مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل: بر بن عبد الله، ويقال: بر بن عبد الله، وقال ابن حبان: الصحيح أن اسمه بر بن برو، وقيل: برير، وقيل: ابن برسن، قال أبو عمر: كان يقال: إنه أخو تميم لأمه وابن عمه, يعد في أهل الشام، ومخرج حديثه عن ولده، كما في الإصابة، "قال: قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم" سنة تسع, وقت انصرافه من تبوك، "ونحن ستة نفر: تميم بن أوس الداري" مشهور في الصحابة كان نصرانيًّا، فقدم المدينة فأسلم، وذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- خبر الجساسة والدجال، فحدَّث -صلى الله عليه وسلم- عنه بذلك على المنبر، فعدَّ من مناقبه، وهو أوّل من أسرج السراج في المسجد, رواه الطبراني، وأوّل من قصَّ, وذلك في عهد عمر، رواه ابن رواهويه. وكان كثير التهجد، "وأخوه نعيم" بن أوس، قال أبو عمر: يقال: وفد مع أخيه، "ويزيد بن قيس" بن خارجة الداري.