للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب -صلى الله عليه وسلم- إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وكان بدمشق، بغوطتها:

"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله, إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وصدّق، فإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى لك ملكك". وأرسله مع شجاع بن وهب.


ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن أركون, انتهى.
فقول البرهان: لا أعلم له ترجمة، والظاهر هلاكه على كفره, فيه قصور ومنع، "وكتب -صلى الله عليه وسلم- إلى الحارث ابن أبي شمر" بكسر الشين المعجمة، وإسكان الميم، وبالراء "الغساني" هلك عام الفتح، قال في النور: الظاهر على كفره، "وكان" أميرًا "بدمشق" من جهة قيصر "بغوطتها"، بدل من دمشق -بضم الغين المعجمة، وسكون الواو، وطاء مهملة، وتاء تأنيث.
قال الجوهري: موضع بالشام كثير الماء والشجر، وهي غوطة دمشق.
وفي القاموس: الغوطة -بالضم- مدينة دمشق، أو كورتها، لكنه لا يوافق ما ذكر المصنف, "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى الحارث ابن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله، وصدق" كذا في نسخ كالعيون، وآمن بواو عطف التفسير، وفي نسخة بالفاء عطف مفصَّل على مجمل "على من اتبع الهدى فآمن وصدق" بصيغة الماضي، "فإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له"، فإنك إذا فعلت ذلك "يبقى لك ملكك"، فختم الكاتب، "وأرسله مع شجاع بن وهب" بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي من السابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، واستشهد باليمامة، وكونه الذي أرسله بالكتاب للحارث, ذكره الواقدي، وابن إسحاق وابن حزم.
وقال ابن هشام: إنما توجه لجبلة بن الأيهم، وقال أبو عمر: لهما معًا، وقيل: لهرقل مع دحية، ولم يتمم المصنف القصة، وعند الواقدي وابن عائذ، قال شجاع: فانتهيت، فوجدته مشغولًا بتهيئة الضيافة لقيصر، وهو جاءٍ من حمص إلى إيلياء؛ حيث كشف الله عنه جنود فارس شكرًا لله تعالى، فأقمن على بابه يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إني رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه، فقال حاجبه: لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا، وجعل حاجبه -وكان روميًّا اسمه مرى -بكسر الميم مخففًا- كما في الإصابة يسألني عنه -صلى الله عليه وسلم، وما يدعو إليه، فكنت أحدثه، فيرقّ حتى يغلبه البكاء، فيقول: إني قرأت في الإنجيل، وأجد صفة هذا النبي بعينه، وكنت أظنّه يخرج بالشام، فأراه خرج بأرض القرظ، فأنا أومن به وأصدقه، وأنا أخاف من الحارث بن أبي شمر أن يقتلني.
قال شجاع: وكان يكرمني، ويحسن ضيافتي، ويخبرني باليأس من الحارث، ويقول: هو

<<  <  ج: ص:  >  >>