للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجرير عندهم.

وبعث عمرو بن أمية الضميري إلى مسيلمة الكذاب بكتاب.

وبعث إلى فروة بن عمرو الجذامي -وكان عاملًا لقيصر- فأسلم، وكتب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسلامه، وبعث إليه بهديه مع مسعود بن سعد، وهي: بغلة شهباء يقال لها فضة، وفرس يقال له الظرب، وحمار يقال له يعفور، وبعث إليه أثوابًا وقباء سندسيًّا مذهَّبًا، فقبل هديته, ووهب لمسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية


عنه، وقُتِلَ بصفين مع معاوية، "وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجرير عندهم"، ذكره الحاكم وغيره، ورجع جرير بعد الوفاة النبوية إلى المدينة، "وبعث عمرو بن أمية الضميري إلى مسيلمة الكذاب بكتاب" يدعوه فيه إلى الإسلام، فكتب إليه مسيلمة جوابًا لكتابه, يذكر فيه أنه رسول الله مثله، وأنه أشرك مع المصطفى بالنصف في الأرض، وإن قريشًا لا يعدلون، فكتب إليه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، أما بعد, فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين، بلغني كتابك الكذب والإفك والافتراء على الله، والسلام على من اتبع الهدى"، وبعثه إليه مع السائب أخي الزبير بن العوام. ذكره ابن سعد وغيره، "وبعث إلى فروة بن عمرو" على الأشهر، ويقال: ابن عامر "الجذامي، وكان عاملًا لقيصر" على من يليه من العرب، وكان منزله معان وما حولها من الشام، كما ذكر ابن إسحاق، "فأسلم وكتب إلى النبي -صلى لله عليه وسلم- بإسلامه", ولم ينقل أنه اجتمع به، كما في الإصابة.
قال ابن إسحاق: فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه، ثم قتلوه، فقال في ذلك:
أبلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي وثيابي
"وبعث إليه بهدية مع مسعود بن سعد" الجذامي، أسلم وصحب، "وهي بغلة شهباء، يقال لها فضة" بلفظ أحد النقدين، "وفرس، يقال له الظرب" بالظاء المعجمة؛ لكبره وسمنه، أو لقوته وصلابة حافرة، "وحمار يقال له يعفور" بناء على أنه غير عفير الذي أهداه المقوقس، "وبعث إليه أثوابًا وقباء" بفتح القاف وخفة الموحدة والمد والقصر، قيل: فارسي معرب، وقيل: عربي مشتق من قبوت الشيء إذا ضممت أصاعبك عليه, سمي به لانضمام أطرافه.
وروي عن كعب أن أوَّل من لبسه سليمان، قاله الحافظ وغيره, "سندسيًّا" نسبة إلى السندس، وهو مارق من الديباج، معرَّب اتفاقًا, من نسبة الجزئي إلى كليه؛ لأن البقاء جزء من جزئيات مطلق السندس، فلم يتحد المنسوب والمنسوب إليه "مذهَّبًا، فقبل هديته, ووهب لمسعود بن سعد" رسوله بالهدية، والإسلام "اثنتي عشرة أوقية"، وفي الإصابة عن الواقدي: وأجازه

<<  <  ج: ص:  >  >>