قال الهمداني في الأنساب: كتب -صلى الله عليه وسلم- إلى الحارث وأخيه، وأمر رسوله أن يقرأ عليهما لم يكن، فوفد عليه الحارث فأسلم، فاعتنقه، وأفرشه رداءه، وقال قبل أن يدخل عليه: "يدخل عليكم من هذا الفج رجل كريم الجدين، صبيح الخدين"، فكان هو، قال في الإصابة: والذي تظاهرت به الروايات أنه أرسل بإسلامه، وأقام "باليمن", وقال ابن إسحاق: قدم على المصطفى مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير بإسلامهم, منهم الحارث بن عبد كلال، وكان -صلى الله عليه وسلم- أرسل إليه المهاجر فأسلم، وكتب إلى المصطفى شعرًا يقول: ودينك دين الحق فيه طهارة ... وأنت بما فيه من الحق آمر "وبعث جرير" بفتح الجيم "ابن عبد الله" بن جابر بن مالك بن نصر "البجلي" بفتح الموحدة والجيم، نسبة إلى بجيلة بفتح فكسر, بنت صعب بن سعد العشيرة، تنسب إليها القبيلة، الصحابي الشهير، القائل: ما حجبني -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم. رواه الشيخان، وقال -صلى الله عليه وسلم: "جرير منَّا أهل البيت" رواه الطبراني، المتوفَّى سنة إحدى أو أربع وخمسين، قال عمر: هو يوسف هذه الأمة؛ لأنه كان جميلًا, "إلى ذي الكلاع"، قال المصنف وغيره: بفتح الكاف واللام الخفيفة، فألف فعين مهملة, اسمه: أسميفع، بفتح الهمزة، والميم، والفاء، وسكون السين المهملة والتحتية، وآخره عين مهملة، ويقال: أيفع بن باكور، أو يقال: ابن حوشب، "وذي عمرو" الحميري "يدعوهم"، أي هما وقومهما "إلى الإسلام، فأسلما". قال الهمداني: وعتق ذو الكلاع لذلك أربعة آلاف، ثم قدم المدينة زمن عمر ومعه أربعة آلاف، فسأله عمر في بيعهم فأعتقهم، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني أذنبت ذنبًا عظيمًا، فعسى أن يكون ذلك كفّارة، وذلك أني تواريت مرة، يعني: قبل إسلامه، ثم أشرفت، فسجد لي مائة ألف. وروى يعقوب بن شيبة عن الجراح بن منهال قال: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين، فبعث إليه عمر، فقال: هؤلاء نستعين بهم على عدو المسلمين، فقال: لا هم أحرار، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة. قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة إلّا أنه أسلم في حياته -صلى الله عليه وسلم, وقدم في زمن عمر، فروى