وفي نسخة ومحاربتهم بمهملة, أي: مغالبتهم ومدافعتهم بالشعر, سماه حربًا مجازًا. وقد روى أبو داود عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائمًا، يهجو الذين كانوا يهجونه -صلى الله عليه وسلم، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس مع حسان ما دام ينافح عن رسول الله". وروى أبو نعيم، وابن عساكر عن عروة: أن حسان ذكر عند عائشة، فقالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ذاك حاجز بيننا وبين المنافقين, لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق" , وعاش مائة وعشرين سنة: ستين في الجاهلية وستين في الإسلام" كما قاله ابن سعد، "وكذا عاش أبوه ثابت، وجده المنذر، وجد أبيه" بواسطة "حرام, كل واحد منهم عاش مائة وعشرين سنة"، إيضاح لما أفاده التشبيه, لا بقيد الجاهلية والإسلام، فإنها كلها في الجاهلية، كما هو بَيِّن، ثم المصنف في عهده أن حرام عاش كذلك، ولعل أصله وجد أبيه عمرو بن حرام، فالذي قاله ابن منده وابن سعد: وكذلك عاش أبوه وجده وأبو جده, لا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد اتفقت مدة تعميرهم مائة وعشرين سنة غيرهم، قال في ريح النسرين: ويشبه هذا أن لسانه كان يصل لجبهته ونحره، وكذا كان أبوه وجده وابنه عبد الرحمن، قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاث، كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر المصطفى في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، "وتوفي حسان سنة أربع وخمسين" قال في الإصابة: وذكر ابن إسحاق أنه سأل سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، فقال: قدم -صلى الله عليه وسلم- المدينة، ولحسان ستون سنة، فعلى هذا يلزم من قال: مات سنة أربع وخمسين أنه بلغ مائة وأربع عشرة، أو سنة خمسين مائة وعشرة، أو سنة أربعين مائة أو دونها، والجمهور أنه عاش مائة وعشرين، قيل مائة وأربع سنين، جزم به ابن أبي خيثمة عن المدائني، "ولما جاءه -عليه الصلاة والسلام" سنع تسع "بنو تميم"، وكانوا سبعين فيما قيل، "وشاعرهم الأقرع بن حابس" الصحابي الشهير، "فنادوه" من وراء الحجرات، "يا محمد, اخرج إلينا نفاخرك ونشاعرك، فإن مدحنا زين, وذمَّنا شين"، وعند ابن إسحاق، فآذى