للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربعة إسكندرانية يجعل فيها المرآة، ومشطًا من عاج -وهو الذبل، والمكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثًا في كل عين، وكان له في الربعة أيضًا المقراض والسواك. وهذه الربعة أهداها له المقوقس صاحب الأسكندرية مع مارية أم إبراهيم -عليه السلام.

وكانت له قصعة تسمَّى الغراء، بأربع حلق وصاع ومد.

وقطيفة وسرير قوائمه من ساج،


سمع ذلك من بعض العرب في المدق أ. هـ بحروفه.
"وربعة" بفتح الراء وإسكان الموحدة وعين مهملة، كجونة العطَّار -بإسكان الواو، وربما همزت، وهي جلد يجعل فيه العطار الطيب، "إسكندرانية" نسبة إلى إسكندرية، "يجعل فيها المرآة" التي كان ينظر فيها، فلم تبد أوسم من وجهه -صلى الله عليه وسلم، "و" يجعل فيها "مشطًا" بضم الميم مع إسكان الشين، وضمها, وكسر الميم مع إسكان الشين، ويقال: ممشط -بميمين: الأولى مكسورة "من عاج"، وهو ظهر السلحفاة البحرية، كما في المصباح قائلًا: وعليه يحمل أنه كان لفاطمة سوار من عاج، ولا يجوز حمله على أنياب الفيلة؛ لأن أنيابها ميتة بخلاف السلحفاة. انتهى.
وعليه يحمل المشط النبوي بالأولى ومن ثَمَّ قال المصنف: "وهو الذبل" بفتح المعجمة وإسكان الموحدة، وباللام.
قال المصباح: شيء كالعاج، وفي القاموس: عظام دابة بحرية يتَّخَذُ منها الأسورة والأمشاط، "و" يجعل فيها "المكحلة"، وكان "يكتحل منها عند النوم ثلاث في كل عين، وكان له في الربعة أيضًا المقراض" بكسر الميم، والجمع: المقاريض، "والسواك" بكسر السين على الأفصح، كما قاله الحافظ والكرماني, يطلق على الفعل والآلة، وهو المراد هنا، "وهذه الربعة أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية مع مارية أم إبراهيم -عليه السلام" في جملة ما أهداه, وفي الألفية:
كانت له ربعة أي مربعه ... كجونة يجعل فيها أمتعه
"وكانت له قصعة" بفتح القاف ولا تكسرها, "تسمَّى: الغراء" كبيرة، "بأربع حلق"، يحملها أربعة رجال، كما رواه أحمد وأبو داود.
قال ابن رسلان في شرحه تأنيث الأغر: مشتق من الغرة، وهي بياض الوجه وإضاءته، ويجوز أن يراد أنها من الغرة، وهي الشيء النفيس والمرغوب فيه، فتكون سميت بذلك لرغبة الناس فيها؛ لنفاسة ما فيها، أو لكثرة ما تشبعه.
وقال المنذري: سميت غراء لبياضها بالألية والشحم، "وصاع ومد" ربع الصاع، وهو رطل

<<  <  ج: ص:  >  >>