للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفراش من أدم حشوة ليف.

وخاتم من حديد ملوي بفضة، وخاتم فضة فصه منه، يجعله في يمينه، وقيل: كان أولًا في يمينه, ثم حول إلى يساره، منقوش عليه: محمد رسول الله.

وأهدى له النجاشي خفَّين ساذجين فلبسهما.

وكان له ثلاث جباب يلبسهن في الحرب، جبة


وثلث، "وقطيفة" كساء له خمل، "وسرير قوائمه من ساج" أهداه إليه أسعد بن زرارة, فكان ينام عليه، ثم وضع عليه لما مات، ثم الصديق، ثم الفاروق، ثم صار الناس يحملون عليه موتاهم تبركًا به، ثم بيع في زمن بني أمية في ميراث عائشة، فاشترى ألواحه عبد الله بن إسحاق بأربعة آلاف درهم، ذكره ابن العماد.
وفي الروض: إنه كان خشبات مشدودة بالليف، "وفراش من أدم حشوه ليف"، زاد في العيون: وكساء من شعر، وكساء أسود، ومنديل يمسح به وجهه، وسُئِلَت حفصة: ما كان فراشه -صلى الله عليه وسلم، قالت: مسح نثنيه ثنيتين، فينام عليه، فلمَّا كان ليلة ثنيته بأربع ثنيات ليكون أوطأ، فلما أصبح، قال: "ما فرشتم لي"؟ قلنا: هو فراشك ثنيناه أربعًا، قال: "ردوه لحاله الأولى، فإنه منعتني وطأته صلاة الليل"، رواه الترمذي في الشمائل، "وخاتم من حديد ملوي بفضة"، وخاتم من ذهب لبسه ثم طرحه، "وخاتم فضة" وكان كما في البخاري وغيره "فصه منه" بتثليث الفاء، ووَهِمَ الجوهري في جعله الكسر لحنًا، كما في القاموس.
نعم، قال الفارابي، وابن السكيت: إنه رديء، وإطلاقه على ما كان منه مجاز، فإنه لغةً: ما يركب فيه من غيره، وفي مسلم: كان فصه حبشيًّا, يعني: حجرًا حبشيًّا من جذع أو عقيق، وجمع ابن العربي والبيهقي والقرطبي بأنَّ الذي فصه منه هو الفضة، والذي فصه حبشي هو الذي اتخذه من ذهب، ثم طرحه، وقيل: غير ذلك، كما يأتي إن شاء الله تعالى في اللباس، وكان "يجعله في يمينه"، كما أخرجه البخاري، والترمذي عن ابن عمرو الترمذي عن جابر بسند ضعيف.
وفي أبي داود عن ابن عمر أنَّه كان يتختَّم في يساره، وفي مسلم عن أنس: كان خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى، "وقيل: كان أولًا في يمينه، ثم حوله إلى يساره"، كما جاء عن ابن عمر، وبه يحصل الجمع بين الحديثين، "منقوش عليه: محمد رسول الله، وأهدى له النجاشي خفَّين ساذجين" بفتح الذال المعجمة, معرَّب شاذة، وقال المحب الطبري: بالدال المهملة والمعجمة بكسرهما وفتحهما، كما في النور، "فلبسهما", زاد العراقي:
كذا له أربعة منها أخر ... أصابها من سهمه من خيبر
"وكان له ثلاث جباب" بكسر الجيم, جمع جبة، "يلبسهنَّ في الحرب"، إحداهنَّ "جبة

<<  <  ج: ص:  >  >>