قال الثعلبي: إذا كان الفرس شديد الجري فهو فيض وسكب, تشبيهًا بفيض الماء وانسكابه، "وأصله من سكب الماء يسكب" بضم الكاف، "وهو أوّل فرس ملكه, اشتراه -عليه الصلاة والسلام- بعشرة أواق" بالتخفيف والتشديد، جمع أوقية بالتشديد، وهي أربعون درهمًا، "وكان أغَرّ" في وجهه بياض فوق الدرهم "محجلًا" أبيض القوائم، وجاوز بياضه الأرساغ إلى نصف الوظيف، أو نحوه، وذلك موضع التحجيل، كما في المصباح "طلق اليمين" بفتح فسكون. وحكى القاموس: ضم الطاء واللام سمحها’ "كميتًا" بضم الكاف، قال سيبويه عن الخليل: صغر؛ لأنه بين السواد والحمرة، كأنه لم يخلص له واحد منهما، فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب. "وقال ابن الأثير: كان أدهم"، أي: أسود، كما أخرجه الطبراني عن ابن عباس، قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرس أدهم يسمَّى السكب، "والمرتجز -بضم الميم وسكون الراء وفتح التاء" الفوقية، "وكسر الجيم بعدها زاي، سُمِّيَ به لحسن صهيله" صوته. قال في العيون: كأنَّه ينشد رجزًا، "مأخوذ من الرجز الذي هو ضرب من الشعر" عند الجمهور، "وكان أبيض وهو" كما قال ابن سعد وجزم به اليعمري وغيره، "الذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت"، الأنصاري الأوسي، وقيل: الذي شهد فه الملاوح، وقيل: الطرف، وقيل: النجيب، كما يأتي، "فجعل شهادته بشهادة رجلين"؛ لأن له -صلى الله عليه وسلم- أن يخصَّ من شاء بما شاء. وفي البخاري عن زيد بن ثابت، فوجدتها -أي: الآية- مع خزيمة الذي جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- شهادته بشهادة رجلين {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] .