للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان له عليه الصلاة والسلام من الحمير: عفير، أهداه له المقوقس، ويعفور, أهداه له فروة بن عمرو والجذامي، ويقول: هما واحد، وذكر أن سعد بن عبادة أعطى للنبي -صلى الله عليه وسلم- حمارًا فركبه.


الحارثي، واستدلَّ بهذا على جواز اتخاذ البغال، وإنزاء الحمر على الخيل، وأمَّا حديث علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون".
أخرجه أبو داود والنسائي، وصحَّحه ابن حبان، فقال الطحاوي: أخذ به قوم فحرَّموا ذلك، ولا حجة فيه؛ لأن معناه: الحض على تكثير الخيل لما فيها من الثواب، وكأنَّ المراد: لا يعلمون الثواب المرتَّب على ذلك، "وكان له -عليه الصلاة والسلام- من الحمير عفير".
قال الحافظ: بالمهملة والياء, مصغَّر مأخوذ من العفرة، وهو لون التراب، كأنه سمي بذلك للونه، والعفرة حمرة يخالطها بياض، وهو تصغير أعفر، أخرجوه عن بناء أصله، كما قالوا: سويد في تصغير أسود، ووَهِمَ من ضبطه بالغين المعجمة.
روى البخاري عن معاذ: كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمارٍ يقول له عفير، فقال: "يا معاذ, هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على اله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا"، فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشِّر الناس، قال: "لا تبشرهم فيتكلوا". "أهداه له المقوقس" في جملة الهدايا, "ويعفور" بسكون المهملة وضم الفاء, مصروف، قال الحافظ وغيره: هو اسم ولد الظبي، كأنه سُمِّيَ بذلك لسرعته، وقيل: تشبيهًا في عدوه باليعفور، وهو الخشف، أي: ولد الظبي، وولد البقرة الوحشية، "أهداه له فروة بن عمرو الجذامي" قال الواقدي: نَفِقَ يعفور، أي: مات, منصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حجة الوداع، وبه جزم النووي عن ابن صلاح، وقيل: طرح نفسه في بئر لأبي الهيثم ابن التيهان يوم مات -صلى الله عليه وسلم، فكانت قبره، وقع ذلك في حديث طويل ذكره ابن حبَّان في الضعفاء، وقال: لا أصل له، وليس سنده بشيء، وفيه أنه غنمه من خيبر، كان اسمه يزيد بن شهاب، وقد ساقه المصنف في المعجزات.
وروى الطيالسي وابن سعد عن ابن مسعود، قال: كانت الأنبياء يلبسون الصوف، ويحلبون الشاة، ويركبون الحمير, كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمار يقال له عفير، ثم المشهور كما في الألفية، وهو قول الجمهور: أنهما اثنان، "ويقول: هما واحد", قال في الفتح: زعمه ابن عبدوس، وقواه صاحب الهدى، وردّه الدمياطي، فقال: عفير أهداه المقوقس، ويعفور فروة بن عمرو، وقيل بالعكس "وذكر أن سعد بن عبادة" سيد الخزرج "أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- حمارًا، فركبه".
روى يحيى بن منده في كتاب أسماء من أردفه النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفه، أنه -صلى الله عليه وسلم- زار سعدًا ماشيًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>