وقال ابن هشام: من أبصارهم، وكان فيهم كذلك محببًا مطاعًا، فأذن له، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، "فلمَّا أشرف" ظهر "لهم على علية" بضم العين، وكسرها وشد التحتية, غرفة، "وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه" بالإفراد، أي: الإسلام. وفي نسخة: دينهم، أي: بطلان دينهم، لكن الرواية عند ابن إسحاق وغيره: إنما هي بالإفراد، ثم في هذه الرواية اختصار، ففي رواية ابن عقبة وغيره: فرجع، فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم فنقصوه وأسمعوه من الأذى، فلمَّا كان من السحر قام على غرفة له، فأذن، "رموه بالنبل من كل وجه" أي: جهة، "فأصابه سهم فقتله". وحكى ابن إسحاق: الخلاف في أنَّ اسم قاتله أوس بن عوف, أو وهب بن جارية، فقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيَّ إلّا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معكم، فدفنوه معهم، فقال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم: "إن مثله في قومه كمثل صاحب ياسين في قومه". روى عروة بن مسعود الثقفي عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله, فإنها تهدم الخطايا" رواه ابن منده, إسناد ضعيف. وروى أبو نعيم عنه: كان -صلى الله عليه وسلم- يوضع عنده الماء، فإذا بايع النساء لمسن أيديهن فيه، وإسناده ضعيف منقطع، "ثم أقامت ثقيف بعد قتله أشهرًا" نحو: ثمانية، فعند ابن إسحاق: قدم -صلى الله عليه وسلم- المدينة من تبوك في رمضان، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف، "ثم إنهم ائتمروا فيما بينهم, ورأوا أنهم لا طاقة" لا قوَّة "لهم بحرب من حولهم من العرب, و" الحال أنهم "قد بايعوا وأسلموا" أي: من حولهم، فبقي أهل الطائف منفردين بعد الإسلام معرضين للحرب. وعند ابن إسحاق: أن عمرو بن أمية كان مهاجر العبد ياليل لشيء كان بينهما، وكان عمرو من أدهى العرب، فمشى إلى عبد ياليل حتى دخل داره, فخرج إليه فرحَّب به، فقال له عمر: إنه قد نزل بنا أمر ليست معه هجرة، إنه قد كان من أمر هذا الرجل ما قد رأيت، وقد أسلمت العرب كلها، وليست لكم بحربهم طاقة، فانظروا في أمركم، فعند ذلك ائتمرت ثقيف, وقال بعضهم