"وفي الصحيحين" البخاري في عشرة مواضع، ومسلم في الإيمان والأشربة "من حديث ابن عباس, قدم وفد عبد القيس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: "ممن القوم"؟ " وفي رواية: "من القوم"، أو الوفد بالشك من الراوي، "قالوا: من ربيعة" كذا للبخاري في الصلاة، وله في الإيمان: ربيعة بإسقاط من, قال الحافظ فيه: التعبير عن البعض بالكل؛ لأنهم بعض ربيعة، وهذا من بعض الرواة، فللبخاري في الصلاة، فقالوا: إن هذا الحي من ربيعة. قال ابن الصلاح: الحي منصوب على الاختصاص, والمعنى: إن هذا الحي حي من ربيعة، "قال: "مرحبًا بالوفد" منصوب بفعل مضمر، أي: صادفت رحبًا -بضم الراء، أي: سعة، والرحب -بالفتح: الشيء الواسع, وقد يزيدون معها أهلًا، أي: وجدت أهلًا فاستأنس، وأفاد العسكري أن أول من قال مرحبًا, سيف بن ذي بزن، وفيه استحباب تأنيس القادم، وقد تكرَّر ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم- في حدث أم هانئ، وقال لعكرمة بن أبي جهل: "مرحبًا بالراكب المهاجر"، وفي قصة فاطمة: "مرحبًا بابنتي"، وكلها صحيحة. وأخرج النسائي عن عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له لما دخل فسلم عليه: "مرحبًا, وعليك السلام غير خزايا" بنصبه حالًا، وروي بجره صفة، والمعروف الأوّل، قاله النووي، وأيضًا: فيلزم منه وصف المعرفة بالنكرة, إلّا أن تجعل أل للجنس كقوله: ولقد أمرّ على اللئيم يسبني والأولى: أن يكون الخفض على البدل, قاله الأبي. قال الحافظ: ويؤيد النصب رواية البخاري في الأدب: "مرحبًا بالوفد الذين جاءوا غير خزايا" جمع خزيان، أي: غير أذلاء، أو غير مستحيين لقدومكم مسلمين طوعًا من غير حرب، أو سبي بخزيهم ويفضحهم، "ولا ندامى" جمع نادم على غير قياس، اتباعًا لخزايا للمشاكلة والتحسين، كما قالوا: العشايا والغدايا، وغداة جمعها غدوات, لكنه اتبع فاصلة نادمين، جمع نادم؛ لأن ندامى