للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابوا فاقبل منهم، وإن لم يفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون في كل وجه، ويدعون إلى الإسلام، ويقولون: أيها الناس أسلموا تسلموا، فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه.

فأقام خالد فيهم، يعلمهم الإسلام, وكتب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك, ثم أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه وفدهم، منهم: قيس بن الحصين، ويزيد بن المحجل، وشداد بن عبد الله.


الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا" من الأيام، متعلق بيدعوهم، "فإن استجابوا" بسين التأكيد، أي: أجابوا إليه، "فاقبل منهم، وإن لم يفعلوا، فقاتلهم، فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون" يسيرون "في كل وجه، ويدعون إلى الإسلام، ويقولون: أيها الناس أسلموا تسلموا" في الدارين، "فأسلم الناس، ودخلوا فيما دعوا إليه، فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام" وكتاب الله وسنة نبيه، وبذلك كان أمره -صلى الله عليه وسلم: إن هم أسلموا ولم يقاتلوا، كما عند ابن إسحاق، "وكتب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك" فكتب إليه يأمره بالقدوم، ومعه وفدهم، وقد ذكر ابن إسحاق لفظ الكتابين، "ثم أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه وفدهم" كما أمره "منهم قيس بن الحصين" بن يزيد بن شداد الحارثي الكعبي الصحابي.
قال ابن الكلبي: رأس الحسين، والد قيس مائة سنة، وكان له أربعة أولاد، يقال لهم: فوارس الأرباع، كانوا إذا حضرت الحرب ولَّى كل واحد منهم ربغها، ويقال للحصين: ذو الغصة لغصة كانت في حلقه، لا يكاد يبين معها الكلام، وذكره عمر بن الخطاب يومًا، فقال: لا تزاد امرأة في صداقها على كذا، ولو كانت بنت ذي الغصة، كما في الروض، وربما وصف بها ابنه قيس.
قال البرهان: ويحتمل أن يقال له: ذو الغصة، وابن ذي الغصة؛ لأنه وأباه كان بهما الغصة، وفيه بعد، "ويزيد بن المحجل" بميم، فحاء، فجيم، فلام، كما هو رسمه في ابن إسحاق وأتباعه، كالإصابة، فنسخة المحمل تحريف، "وشداد بن عبد الله" الغساني، ويقال: القناني -بفتح القاف، وتخفيف النون، وهو الصواب، قاله في الإصابة.
زاد ابن إسحاق: ويزيد بن عبد المدان، وعبد الله بن قراد الزيادي، وعمرو بن عبد الله الضبابي، كذا رأيته في ابن إسحاق.
وفي نقل الإصابة، عن عبد الله بن قريظ، وعمرو بن عمرو، وقال عقبة: وزاد الواقدي عبد الله بن عبد المدان، وقال في عبد الله بن قريظ: عبد الله بن قراد، وفي عمرو بن عمرو وعمرو بن عبد الله، والباقي سواء. انتهى، فلعلَّ هذا رواية غير ابن هشام، عن البكائي، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>