ففي الإصابة: عمرو بن مالك بن لاي الأرحبي، يكنَّى أبا زيد، ذكر الرشاطي أن قيس بن نمط لما وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم, وصفه بأنه فارس مطاع، فكتب إليه النبي، ثم دخل مكة بعد الهجرة، فصادف النبي -صلى الله عليه وسلم- قد هاجر إلى المدينة، ثم وفد في حجة الوداع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، ذكره الهمداني في الإكليل، ولما حكى في الإصابة عن أبي عمران الوافد مالك بن نمط، قال: وسيأتي في ترجمة نمط بن قيس بن مالك أنه الوافد، وقيل: أبوه قيس، والذي يجمع الأقوال أنهم وفدوا جميعًا، فقد ذكر الحسن بن يعقوب الهمداني أنهم كانوا مائة وعشرين نفسًا، ذكره عنه الرشاطي. انتهى، وزاد ابن هشام في روايته: مالك بن أيفع, "فلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرجعه" اسم لزمان الرجوع، أي: لقوه في زمن رجوعه "من تبوك", وكان في رمضان سنة تسع عند ابن إسحاق وابن سعد، وقيل: في شعبان, "وعليهم مقطعات الحبرات" بكسر المهملة، كما في النور، والقاموس وغيرهما, جمع حبرة, بزنة عنبة وعنبات، ففتحها سبق قلم -وفتح الموحدة فألف فراء- برود تصنع باليمن، والمقطعات: الثياب القصار، قاله أبو عبيد محتجًّا بحديث ابن عباس في صلاة الضحى: إذا انقطعت الظلال، أي: قصرت، وبقولهم في الأراجيز: مقطعات، وخطاه ابن قتيبة وقال: إنما هي الثياب المخيطة، كالقميص ونحوه، سُمِّيَت بذلك؛ لأنها تقطع وتفصّل ثم تخاط، والظاهر ما قاله ابن قتيبة، فلا معنى لوصفها بالقصر في هذا الموطن، قاله السهيلي، وحكى ابن الأثير القولين، فقال: المقطعات ثياب قصار؛ لأنها قطعت عن تلوث القمام. وقيل: كل ما يفصّل ويخاط من قيمص وغيره، بخلاف ما لا يقطع منها كالأزر والأردية. انتهى. "والعمائم العدنية" بعين فدال مهملتين مفتوحتين- نسبة إلى عدن, مدينة باليمن, "على الرواحل المهرية" بفتح الميم وإسكان الهاء وكسر الراء- نسبة إلى مهرة قبيلة من قضاعة "والأرحبية" بفتح الهمزة والحاء بينهما راء ساكنة ثم موحدة- نسبة إلى أرحب, بطن من همدان, كما سبق، والمعنى: إنهم قدموا متجمِّلين بالثياب والعمائم والرواحل المنسوبة لما ذكر، ولها شأن عندهم، وهذا مما يقوي تفسير ابن قتيبة للمقطعات؛ إذ القصار لا تجمل فيها غالبًا، ولذا استظهره السهيلي, "ومالك بن النمط يرتجز بين يديه -صلى الله عليه وسلم" ويقول: