محظمات بحبال الليف "وذكروا له كلامًا كثيرًا حسنًا فصيحًا، فكتب لهم -عليه الصلاة والسلام- كتابًا" من جنس كلامهم، "أقطعهم فيه ما سألوه" وذكر المصنف ذلك بتمامه في المقصد الثالث, "وأمَّرَ عليهم مالك بن النمط، واستعمله" جعله عاملًا، أي: أميرًا "على من أسلم من قومه" ولا ينافي ذلك ما رواه ابن شاهين وغيره: أن قيس بن مالك وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة فأسلم، ورجع إلى قومه، ثم رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ قومه أسلموا، فقال -صلى الله عليه وسلم: "نعم وافد القوم قيس" وأشار بإصبعه إليه، وكتب عهده على قومه همدان: عربها ومواليها وخلائطها، أن يسمعوا له ويطيعوا، ولهم ذمة الله ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، انتهى لاحتمال أنَّه شرك مع قيس بعد ذلك مالك بن نمط، أو غير ذلك، "وأمره بقتال ثقيف، وكان" في العيون، فكان بالفاء، وهي أحسن، كما لا يخفى "لا يخرج لهم سرح" بفتح السين وإسكان الراء وحاء مهملات: مال سائم، أي: راع "إلا غار عليه" أخذه، وهذا الذي ساقه المصنف وقع في سيرة ابن هشام من زيادته بإسناد ضعيف مرسل، "و" جاء ما يخالفه، فقد "روى البيهقي بإسناد صحيح، عن البراء بن عازب" الصحابي ابن الصحابي, "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث خالد بن الوليد إلى" بعض "أهل اليمن" وهم همدان، كما يدل عليه بقية الحديث، "يدعوهم إلى الإسلام". "قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث علي بن أبي طالب، فأمره أن يقفل" بضم الياء وسكون القاف وكسر الفاء، أي: يرجع "خالدًا إلّا رجلًا،" أي: جنسه، يعني، أي: رجل "ممن كان مع خالد أن" سقط من لفظ البيهي، أراد أن "يعقب" بضم الياء، وفتح العين، وشد القاف