للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالد أن يعقب مع علي.

فلمَّا دنونا من القوم خرجوا إلينا، فصلى بنا علي، ثم صفَّنا صفًّا واحدًا، ثم تقدَّم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جميعًا، فكتب علي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلامهم, فلما قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكتاب خَرَّ ساجدًا, ثم رفع رأسه فقال: "السلام على همدان، السلام على همدان" مرتين، وأصل الحديث في صحيح البخاري.

وهذا أصحّ مما تقدم،


المكسورة، أي: يرجع "مع علي" إلى اليمن، بعد أن رجع منه، ولفظ رواية البخاري: "مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل".
قال البراء: فكنت فيمن عقب معه، "فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا" مقاتلين، فدعاهم علي إلى الإسلام، فأبوا، ورموا بالنبل والحجارة، فحمل عليهم علي بأصحابه، فقتل منهم عشرين رجلًا، فتفرقوا وانهزموا، فكفَّ عنهم قليلًا، كما عند ابن سعد وغيره، ففي الحديث اختصار. انتهى، "فصلَّى بنا علي، ثم صفَّنا صفًّا واحدًا" ليريهم قوتهم على الحرب، "ثم تقدَّم بين أيدينا" حتى لحقهم ودعاهم إلى الإسلام، "فقرأ عليهم كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأسلمت همدان جميعًا".
وعند ابن سعد: فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام، وقالوا: نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا، فخذ منها حق الله، وجمع عليُّ الغنائم، فجزأها خمسة أجزاء، فكتب في سهم منها الله، وأقرع عليها، فخرج أول السهام سهم الخمس، وقسم على أصحابه بقية المغنم، "فكتب علي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإسلامهم", أي: بإسلام من كان باقيًا منهم على الشرك، فلا يخالف ما تقدَّم أن القادمين في الوفد أسلموا، وأمَّرَ عليهم مالكًا، "فلمَّا قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكتاب" أي: قرئ عليه "خَرَّ ساجدًا" شكر الله على إسلامهم، "ثم رفع رأسه، فقال: "السلام عى همدان، السلام على همدان" مرتين، وأصل الحديث في صحيح البخاري", وهو من إفراده عن مسلم عن البراء: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع خالد إلى اليمن، ثم بعث عليًّا بعد ذلك مكانه، قال: "مُرْ أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقِّبَ فليعقب، ومن شاء فليقبل".
قال البراء: فكنت فيمن عقب، فغنمت أواقي ذات عدد.
قال الحافظ: لم أقف على تحريرها، "وهذا أصحّ مما تقدَّم" المخالف له من وجهين،

<<  <  ج: ص:  >  >>