للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم تكن همدان تقاتل ثقيفًا ولا تغير على سرحهم، فإن همدان باليمن وثقيف بالطائف. قاله ابن القيم في الهدي النبوي.


أحدهما: أنهم وفدوا وأسلموا، وأمَّرَ عليهم مالكًا، وهذا الحديث الصحيح، أنه بعث إليهم خالدًا، ثم عليًّا، فلو كان كذلك ما بعثهما واحدًا بعد واحد، ويمكن الجمع بينهما بأنَّ البعث لمن لم يسلم ولم يأت، والتأمير إنما هو على القوم الذين أسلموا، وإن جمع الكل اسم همدان، فلا خلف على أنه في فتح الباري.
قال في حديث البراء: إن البعث كان بعد رجوعهم من الطائف، وقسمة الغنائم بالجعرانة. انتهى، فالوفد إنما كان بعد البعث؛ لأنه في آخر الثامنة، والوفد في التاسعة، والوجه الثاني ما ذكره بقوله: "ولم تكن همدان تقاتل ثقيفًا، ولا تُغِيرُ على سرحهم، فإن همدان باليمن، وثقيف بالطائف" وهذه علة أقوى من الأولى، ويحتمل على بعد أنه -عليه السلام- أمره إذا مَرَّ عليهم في عوده لليمين بقتالهم ففعل، وأغار على سرحهم، ولم يمكنه القتال لتحصنهم بحصنهم، ولا يخالف ذلك التعبير بكان مع المضارع، فإنه يصدق ولو بمرة، كحديث كان يبعث ابن رواحة يخرص تمر خيبر، مع أنه إنما بعثه مرة واحدة، ولأن كلًّا من وفدي ثقيف وهمدان قدم مراجعة من تبوك؛ لاحتمال أن همدان سبقوهم "قاله" أي: جميع ما ذكره في ذا الوفد "ابن القيم في الهدي النبوي" أي: كتابه: زاد المعاد في هدي خير العباد.

<<  <  ج: ص:  >  >>