للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد ابن إسحاق في مغازيه:

فقال: آلله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئًا وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟

فقال -صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ نعم".

قال: وكان ضمام رجلًا جلدًا ذا غديرتين، ثم أتى بعيره فأطلق عقله ثم خرج حتى أتى قومه فاجتمعوا إليه، وكان أوّل ما تكلَّم به أن قال: بئست الَّلات والعزَّى, فقالوا: مه يا ضمام, اتق البرص والجنون والجذام، قال: ويلكم، إنهما لا يضران ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا


وكسر الميم، لكن لم تأت به الرواية، "وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر".
زاد مسلم: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهنّ ولا أنقص، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لئن صدق ليدخلنَّ الجنة"، وفي حديث أبي هريرة: فأمَّا هذه الهناة، يعني: الفواحش، فوالله إنا كنَّا لنتنزه عنها في الجاهلية، فلمَّا أن ولَّى، قال -صلى الله عليه وسلم: "فقه الرجل"، "وزاد ابن إسحاق في مغازيه" فإنه روى الحديث فيها عن ابن عباس "فقال" بعد قوله: الله أرسلك إلينا رسولًا، قال: "اللهمّ نعم"، قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، "آلله أمرك" أن تأمرنا "أن نعبده" وحده "ولا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون" معه، "فقال -صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ نعم"،" فذكر الحديث.
قال: فلما فرغ، قال: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص، ثم انصرف، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن صدق دخل الجنة".
"قال" ابن عباس في صدر الحديث: "وكان ضمام رجلًا جلدًا" بجيم مفتوحة فدال مهملة- صلبًا شديدًا، "ذا غديرتين" بفتح المعجمة، وكسر المهملة، وإسكان التحتية، أي: ذؤابتين, تثنية غدير، والجمع غدائر، وقال في آخر الحديث: "ثم أتى بعيره، فأطلق عقله، ثم خرج حتى أتى قومه، فاجتمعوا إليه، وكان" كذا في النسخ بالواو، والرواية في ابن إسحاق: فكان -بالفاء، "أوَّل ما تكلم به" برفع أول اسم كان والخبر، "أن قال" أي: قوله ويجوز عكسه، "بئست اللات والعزَّى، فقالوا: مَهْ،" انكفف عن هذا القول "يا ضمام! اتق البرص والجنون والجذام،" أي: احذر سبَّهما، فإنه موجب لذلك، "قال: ويلكم, إنهما" والله، كما في الرواية "لا يضرَّان، ولا ينفعان"؛ إذ هما جماد لا يعقل، ولذا عَبَّر بويل إشارة إلى استحقاقهم الوقوع في الهلاك، إذ لو تأمَّلوا بعقولهم ما عبدوا الجماد، "إن الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به" مما

<<  <  ج: ص:  >  >>