ففي رواية عن زياد: جئتك وافدًا على من ورائي، وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال: "اذهب فردهم"، فقلت: إن راحلتي قد قلَّت, فبعث رجلًا، "فردَّ قيسًا" ومن معه من صدر قناة، "ورجع الصدائي إلى قومه" ومع كتاب من المصطفى، "فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر رجلًا منهم" فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله, دعهم ينزلون عليَّ، فنزلوا عليه، فحيَّاهم وأكرمهم، وكساهم، ثم راح بهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، "فبايعوه على الإسلام" وقالوا: نحن لك على من وراءنا من قومنا، فقال -صلى اله عليه وسلم- لزياد: "يا أخا صداء, إنك امرؤ مطاع في قومك"، فقلت: بل الله هداهم للإسلام. وفي رواية قلت: بل من الله ومن رسوله، "ورجعوا إلى قومهم، ففشا" ظهر وكثر "فيهم الإسلام، فوافى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم مائة رجل في حجة الوداع، ذكره الواقدي" محمد بن عمر بن واقد، عن بعض بني المصطلق، قال في النور: ولا أعرف هذا البعض، "وذكر" بالبناء للفاعل، أي: الوافدي أيضًا "من حديث زياد بن الحارث" وقيل: ابن حارثة، والأوَّل أصحّ، قاله البخاري "الصدائي" صحابي شهد فتح مصر، "أنه الذي قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: اردد الجيش" وأنا لك بقومي فردّهم، "وقال" الواقدي في روايته من حديث زياد: "وكان زياد هذا معه في بعض أسفاره" قال: فسار ليلًا وسرنا معه، وكنت رجلًا قويًّا, فتفرق أصحابه، ولزمت ركابه، فلمَّا كان السحر، قال: "أذّن يا أخا صداء"، فأذَّنت على راحلتي، ثم سرنا حتى نزلنا، فذهب لحاجته ثم رجع، "وأنه -عليه الصلاة والسلام- قال له: "يا أخا صداء هل معك ماء"؟ قلت: معي شيء في إداوتي" بكسر الهمزة المطهرة، وجمعها أدوى بفتح الواو، "فقال: "صبه"،