للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبعث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله, أردد الجيش، وأنا لك بقومي، فرد قيسًا.

ورجع الصدائي إلى قومه فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر رجلًا منهم، فبايعوه على الإسلام ورجعوا إلى قومهم, ففشا فيهم الإسلام، فوافى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم مائة رجل في حجة الوداع. ذكره الواقدي وذكر من حديث زياد بن الحرث الصدائي: إنه الذي قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: اردد الجيش، وقال: وكان زياد هذا معه في بعض أسفاره, وأنه -عليه الصلاة والسلام- قال له: "يا أخا صداء, هل معك ماء"؟ قلت: معي شيء في إداوتي، فقال: "صبه"، فصببته في قعب ثم وضع عليه


لواء أبيض، ودفع إليه راية سوداء، وعكسر بناحية قناة "في أربعمائة" فارس من المسلمين، "وأمره أن يطأ ناحية من اليمن فيها صداء، فقدم رجل منهم" هو زياد بن الحارث، كما يأتي، "علم بالبعث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله, اردد الجيش، وأنا" أتكفَّل "لك بقومي" أي: بإسلامهم.
ففي رواية عن زياد: جئتك وافدًا على من ورائي، وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال: "اذهب فردهم"، فقلت: إن راحلتي قد قلَّت, فبعث رجلًا، "فردَّ قيسًا" ومن معه من صدر قناة، "ورجع الصدائي إلى قومه" ومع كتاب من المصطفى، "فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر رجلًا منهم" فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله, دعهم ينزلون عليَّ، فنزلوا عليه، فحيَّاهم وأكرمهم، وكساهم، ثم راح بهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، "فبايعوه على الإسلام" وقالوا: نحن لك على من وراءنا من قومنا، فقال -صلى اله عليه وسلم- لزياد: "يا أخا صداء, إنك امرؤ مطاع في قومك"، فقلت: بل الله هداهم للإسلام.
وفي رواية قلت: بل من الله ومن رسوله، "ورجعوا إلى قومهم، ففشا" ظهر وكثر "فيهم الإسلام، فوافى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم مائة رجل في حجة الوداع، ذكره الواقدي" محمد بن عمر بن واقد، عن بعض بني المصطلق، قال في النور: ولا أعرف هذا البعض، "وذكر" بالبناء للفاعل، أي: الوافدي أيضًا "من حديث زياد بن الحارث" وقيل: ابن حارثة، والأوَّل أصحّ، قاله البخاري "الصدائي" صحابي شهد فتح مصر، "أنه الذي قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال: اردد الجيش" وأنا لك بقومي فردّهم، "وقال" الواقدي في روايته من حديث زياد: "وكان زياد هذا معه في بعض أسفاره" قال: فسار ليلًا وسرنا معه، وكنت رجلًا قويًّا, فتفرق أصحابه، ولزمت ركابه، فلمَّا كان السحر، قال: "أذّن يا أخا صداء"، فأذَّنت على راحلتي، ثم سرنا حتى نزلنا، فذهب لحاجته ثم رجع، "وأنه -عليه الصلاة والسلام- قال له: "يا أخا صداء هل معك ماء"؟ قلت: معي شيء في إداوتي" بكسر الهمزة المطهرة، وجمعها أدوى بفتح الواو، "فقال: "صبه"،

<<  <  ج: ص:  >  >>