كما قاله النووي في البستان، ثقة زاهد من العاشرة، وهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلق التابعين، كأحمد بن حنبل، كما أفصح به في ديباجة التقريب. روى له أبو داود وابن ماجه، ومات سنة ست وأربعين ومائتين، لا مائة كما زعم، لقوله في خطبة التقريب، وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات، فهم بعد المائتين، وهذا من العاشرة، وقد أرَّخه ابن عساكر والذهبي وغيرهما سنة ست، وقيل: سبع وأربعين ومائتين. "قال: سمعت أبا سليمان" عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الزاهد، العنسي -بالنون- "الداراني" بفتح الدال فألف فراء خفيفة فألف فنون، ويقال: بهمز بدل النون، وبالنون أشهر وأكثر، كما قال ابن السمعاني، نسبة إلى داريا قرية بدمشق، على غير قياس, إمام كبير الشأن، ارتفع قدره وعلا ذكره، وأخذ الحديث عن جمع، منهم سفيان الثوري، قال في التقريب: وهو ثقة لم ير، ومسندًا إلا حديثًا واحدًا، وله حكايات في الزهد، قال النووي في بستانه, كان من كبار العارفين، أصحاب الكرامات الظاهرة، والأحوال الباهرة، والحكم المتظاهرة، وهو أحد مفاخر بلادنا دمشق وما حولها، مات سة اثنتي عشرة، أو خمس عشرة ومائتين، وقيل غير ذلك. "قال: حدثني علقمة بن يزيد بن سويد" بضم السين وفتح الواو "الأزدي" زاد في رواية العسكري: إنه حَدَّثه بساحل دمشق، "قال: حدثني أبي" يزيد "عن جدي" سويد بن الحارث. هكذا رواه العسكري من هذا الطريق، وكذا الرشاطي وابن عساكر من وجهين آخرين، عن ابن أبي الحواري، ورواه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى من وجه آخر، عن ابن أبي الجواري، فقال علقمة بن سويد ن علقمة ابن الحارث، فذكر أبو موسى بسبب ذلك علقمة بن الحارث، والأول أشهر، قاله في الإصابة. "قال: وفدت سابع سبعة" أي: واحدًا منهم، لا أنه زائد عليه؛ لأن اسم الفاعل إن أخذ من اثنين إلى عشرة، ثم أضيف إلى أصله، فمعناه: إنه واحد من ذلك العدد لا زائد، وإن أضيف إلى دون أصله صيَّره بانضمامه إليه زائدًا عليها, "من قومي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فلما دخلنا عليه وكلماه، أعجبه ما رأى من سمتنا" سكينتنا ووقارنا. قال في المصباح: السمت السكينة والوقار، وهو حسن السمت، أي: الهيئة "وزينا" بكسر