فقال أبو رزين العقيلي أيضًا: والرواة عن أبي رزين جماعة، ولقيط بن صبرة لا يعرف له راوٍ إلا ابنه عاصم، وإنما قوي كونه واحدًا عند من جزم به؛ لأنه وقع في صفة كل واحد منها أنه وافد بني المنتفق، وليس بواضح، لاحتمال أن يكون كل واحد منهما رأسًا، انتهى. وصواب قوله: وإن من قال: لقيط بن عامر إلخ ... أن من قال لقيط بن صبرة نسبه لجده، وإنما هو لقيط بن عامر بن صبرة، كما هو المنقول عن ابن معين في الجامع، وهو الموافق لما في سياق زوائد المسند، كما رأيت، وهو الذي في تقريبه؛ إذ قال: لقيط بن صبرة، ويقال: إنه جده، واسم أبيه عامر "المعروف في أهل الطائف، خرج وفدًا" خبران "على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ومعه صاحب له يقال له: نهيك" بفتح النون، وكسر الهاء، وسكون الياء وكاف, "ابن عاصم بن مالك بن المنتفق" العامري، ثم العقيلي، "فوافيناه" أي: أتيناه، وهو معمول لمحذوف، هو قال: ولفظ زوائد المسند، قال لقيط: خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لانسلاخ رجب، فوافيناه "حين انصرف من صلاة الغداة" أي: الصبح، "فقام في الناس خطيبًا، فقال: "يا أيها الناس, ألا" " بفتح الهمزة والتخفيف- أداة استفتاح نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} أتى بها للتنبيه، فيدل على تحقق ما بعدها, "إني قد خبَّأت لكم صوتي" أي: ادَّخرته وجعلته لكم عندي خبيئة, "منذ أربعة أيام"، أي: من أولها إلى آخرها؛ لأن مذ ومنذ حرفَا جر بمعنى من, إن كان الزمان ماضيًا -كما في المغني, "لتسمعوا الآن"؛ لأن الصوت قد استراح، فيقوى على التسميع، ففيه حثهم على الاستماع له، والإقبال له على ما يقوله، "ألا" أداة استفتاح أيضًا, تنبيهًا لهم على تحقق ما بعدها، وطلب إصغائهم، "فهل" تفريع على مقدر، أي: ألا تسمعون! فكأنهم، قالوا: نعم، فقال: فهل "من" زائد "امرئ بعثه قومه، فقالوا له: اعلم" فعل أمر "لنا ما يقول رسول الله" لنعمل به, "ألا" تنبيه أيضًا، "ثم" بضم الثاء- بعد إتيانه لأجل علم ذلك، "لعله يلهيه" عن السماع المحصل