للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث نفسه أو حديث صاحبه، ألا وإني مسئول, هل بلغت؟ ألَا اسمعوا تعيشوا ... " الحديث. وفيه ذكر البعث والنشور والجنة والنار، وفيه ثَمَّ قال: قلت يا رسول الله، علام أبايعك؟ فبسط -صلى الله عليه وسلم- يده وقال: "على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن لا تشرك بالله شيئًا" الحديث.


للعلم أحد أمور ثلاثة، "حديث نفسه" فيغفل عن السماع، أو لا يضبطه؛ لاشتغاله بحديث نفسه، وهذا مشاهد؛ بحيث لو أراد علمه بعد لطلب إعادته من المتكلم، "أو حديث صاحبه له"، والثالث أسقطه المصنف قوله -صلى الله عليه وسلم: "أو يلهيه ضال"، هذا ثابت قبل قوله: "ألا وإني مسئول، هل بلغت" ما أوحى إليك، "ألا اسمعوا تعيشوا"، أي: تحيوا حياة أبدية سعيدة، فإنها الحياة المطلوبة، "الحديث بطوله في نحو ورقتين، وفيه عقب قوله: "تعيشوا، ألا اجسلوا"، فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي، حتى إذا فرع لنا فؤاده ونظره، قلت: يا رسول الله, ما عندك من علم الغيب، فضحك، وعلم أني أبتغي السقط، "وفيه ذكر البعث، والنشور، والجنة، والنار، وفيه ثَمَّ قال": لقيط "قلت: يا رسول الله علام"، أي: على أي شيء "أبايعك" بحذف ألف ما، كما قال ابن مالك، وما في الاستفهام إن جرت حذف ألفها.
قال في الهمع: إلى، وعلى، وحتى يكتبن بالياء، فإن وصلت الثلاثة بما الاستفهامية، كتبن بالألف لوقوعها وسطًا نحو: إلام، وعلام وحتّام، وإنما كتب إلى وعلى بالياء ما لم يوصلا، بما لعود ألفهما ياء في إليه وعليه، وحتى تكتب ألفا مع المضمر نحو: حتاي وحتاك، وبالياء مع الظاهر، نحو: حتى زيد. انتهى. فكتابة على في بعض النسخ بالياء، خلاف قاعدة الخط، "فبسط -صلى الله عليه وسلم- يده، وقال: "على إقام الصلاة" المفروضة "وإيتاء الزكاة" المعهودة، "وأن لا تشرك بالله شيئًا".
لفظ الزوائد: إلهًا غيره "الحديث"، وليس فيه الصوم، ولا الحج، وكأنه اختصار من الراوي، فإن لفظه عقب قوله: إلهًا غيره، قال: قلت: يا رسول الله، وإن لنا ما بين المشرق والمغرب، قبض -صلى الله عليه وسلم- يده، وظنَّ أني مشترط ما لا يعطينيه، قال: "تحل منها حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك".
قال: فانصرفنا عنه، ثم قال: "ها إن ذين، ها إن ذين" مرتين، "لمن نقر أنهم من أتقى الناس لله في الدنيا والآخرة"، فقال له كعب بن الخدارية: من هم يا رسول الله؟ قال: "بنو المنتفق"، قالها ثلاثًا، فانصرفنا، وها للتنبيه، وذين، يعني: أبا رزين وصاحبه نهيك بن عاصم، والخدارية، بضم المعجمة، وتخفيف الدال، ولولا الإطالة لسقت الحديث بتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>