قال فيه الحافظ ابن سيد الناس: هو أحسن من الجزار والوراق، ومات سنة خمس، أو أربع وتسعين وستمائة، كان أحد أبويه من بوصير الصعيد، والآخر من دلاص -بفتح الدال المهملة: قرية بالبهنسا، فركبت النسبة منهما، فقيل: الدلاصيري، ثم اشتهر بالبوصيري، لنشأته بها، أو لأنها بلد أبيه، فقوله: الأبوصيري منتقد؛ لأن القرية إنما هي بوصير، والنسبة إليها البوصيري، كما في المراصد واللباب، ولبه في باب الموحدة لا الهمزة، وفي نسخة: الأبي صيري -بالياء، ولا وجه له، لا إفرادًا ولا تكريبًا، "حيث قال: فهو الذي تَمَّ" كمل "معناه" حال باطنه "وصورته"، حال ظاهره، بالرفع عطفًا على معناه، والنصب مفعول معه، "ثم اصطفاه" اختاره "حبيبًا بارئ" خالق "النسم"، جمع نسمة -بفتحتين: وهي الإنسان، وثم للترتيب في الأخبار، كما قال الأنصاري، نظرًا لما قبل وجوه، فإنه في الأزل تعلق علمه بكماله معنًى وصورته، وإنه حبيبه، فهو ترتيب في الأخبار دون الصفات؛ أو في الاصطفاء، كما قال المحلى نظرًا للوجود الخارجي، فإن اتخذه حبيبًا، ومخاطبته به بعد تمام معناه، صورته "منزه" مبعد "عن شريك في محاسنه"، جمع محسن، بمعنى: الحسن، أي: لا شريك له في حسنه، "فجوهر