"لم لا يضيء بك الوجود" استفهام تعجبي أو نكاري، على من منع الإضاءة به، "وليلة فيه صباح من جمالك"، أي: لا مانع لا يضيء بك، والحال أنَّ ليله فيه نور أعظم من نور المصباح، ووصفه بقوله "مسفر"، إشارة إلى أنه ليس المراد مجرده، فإن الصباح كالصبح: الفجر, ونوره قليل، فدفع ذلك بالوصف "فبشمس حسنك كل يوم مشرق" تعليل، "وببدر وجهك" من إضافة الصفة للموصوف، أي: بوجهك الذي هو كالبدر، "كل ليل مقمر" شديد البياض. "وفي البخاري" عن أبي إسحاق، قال: "سئل البراء" بن عازب، "أكان وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف، فقال: لا، بل مثل القمر". قال في فتح الباري: "وكأنَّ السائل أراد مثل السيف في الطول، فردَّ عليه البراء" ردًّا بليغًا، "فقال: مثل القمر، أي: في التدوير"، فهو ردٌّ لما توهمه السائل، وإثبات لخلافه. قال السيوطي: زاد مسلم مستديرًا، وهو يؤيد أن السائل أراد هذا الاحتمال، "ويحتمل أن يكون" السائل "أراد مثل السيف في اللمعان والصقالة" بكسر الصاد: الجلاء -بجيم، فهو عطف