للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: يوشك أن يولد فيكم يا أهل مكة مولود تدين له العرب ويملك العجم، هذا زمانه، فكان لا يولد بمكة مولود إلا يسأل عنه، فلما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عبد المطلب حتى أتى عيصا فناداه، فأشرف عليه، فقال له عيصا: كن أباه، فقد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدثكم عنه يوم الاثنين، ويبعث يوم الاثنين، ويموت يوم الاثنين. قال: ولد لي الليلة مع الصبح مولود، قال: فما سميته؟ قال: محمدًا، قال: والله لقد كنت أتشهى أن يكون هذا المولود فيكم أهل هذا البيت، بثلاث خصال تعرفه، فقد أتى عليهن منها: أنها طلع نجمه البارحة، وأنه ولد.....................


وجعل فيه منافع كثيرة لأهل مكة يدخل كل سنة إليها فيلقى الناس "وكان يقول: يوشك" يقرب "أن يولد فيكم يا أهل مكة مولود تدين له العرب" تنقاد وتخضع وتذل "ويملك العجم، هذا زمانه؛ فكان لا يولد بمكة مولود إلا يسأل" بالبناء للمفعول "عنه" ذلك الراهب؛ لقوله لهم ذلك، وفي رواية ابن عساكر: وكان لا يولد بها مولود إلا سألوه عنه. "فلما كان صبيحة" أي: أول "اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عبد المطلب حتى أتى عيصا" ليسأله عن هذا المولود: أهو الذي قال فيه ما قال؟ "فناداه" أي: فنادى عبد المطلب عيصا، "فأشرف عليه، فقال له عيص: كن أباه" أي: اتصف بكونك أباه بأن تعتقد ذلك، وتسمية الجد أبا حقيقة، ووقع في رواية ابن عساكر عن ابن عمر: والمذكور خرج عبد الله بن عبد المطلب حتى أتى عيصا ... إلخ، وإنما يجيء على أن أباه مات وهو في المهد، لكن المخرج متحد، فلعلها شاذة.
"قد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدثكم عنه يوم الاثنين، ويبعث" بعد ذلك إلى الناس بشيرًا ونذيرًا "يوم الاثنين، ويموت يوم الاثنين، قال" عبد المطلب "ولد لي الليلة مع الصبح مولود" فأفادت المعية أنه ولد عند طلوع الفجر، وهو محل الشاهد من هذا الحديث، "قال" الراهب "فما سميته؟ قال: محمدًا" أي: عزمت على تسميته فلا ينافي ما مر أنه سماه يوم سابعه، "قال" الراهب: "والله لقد كنت أتشهى" أتمنى أن يكون "هذا المولود فيكم" يا "أهل هذا البيت" الكعبة، لما رأيته فيكم من تميزكم على غيركم من العرب بالخصال الحميدة ومكارم الأخلاق، وقد علمت وجوده مطابقًا لما كنت أتمناه، "بثلاث" أي: بسبب ثلاث "خصال تعرفه" بضم الفوقية فعين مفتوحة فراء مشددة، أي: تميزه تلك الخصال وتدل على أنه ذلك المولود، وفي نسخة: نعرفه، وكذا عند ابن عساكر بفتح النون، أي: نعرفه نحن بها "فقد أتى" مشتملا "عليهن" وهو مجاز عن أتى بكذا إذا مر عليه، ففي المصباح: أتى عليه: مر به، فكأنه لقيام الصفات به مر بها، "منها" أي: الخصال التي علم وجوده بها "أنه طلع نجمه البارحة، وأنه ولد

<<  <  ج: ص:  >  >>