"قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى أسرع"، قال الزمخشري: أراد السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت، امتثالًا لقوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: ١٩] ، أي: أعدل فيه حتى يكون مشيًا بين مشيين، لا يدب دبيب المتماوتين، ولا يثب وثب الشياطين. انتهى. "حتى يهرول" أي: يسرع في المشي دون الخبب، "الرجل وراءه" قال الجوهري: الهرولة ضَرْبٌ من العَدْوِ, وهو بين المشي والعَدْوِ، "فلا يدركه" مع أنه على غاية من الهون والتأني وعدم العجلة، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} "رواه ابن سعد" في الطبقات، "وروي أنه كان إذا مشى مشى مجتمعًا، أي: قوي الأعضاء غير مسترخٍ في المشي"، وعند ابن عساكر: عن ابن عباس، كان يمشي مشيًا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان، "وقال علي" فيما رواه الترمذي: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى تقلع"، أي: رفع رجليه رفعًا بائنًا، متداركًا إحداهما بالأخرى، مشية أهل الجلادة، يريدان مشيه مثل مشي القلَعة -بفتح اللام، وهي القطعة العظيمة من السحاب، وفي حديث علي هذا أيضًا تلوه: كأنما ينحَطّ من صبب.