قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: ٦٣] ؛ لأنَّ المراد أنه أثبت منهم في ذلك، وأكثر وقارًا ورفقًا، وسكينة، "ذريع المشية" بالكسر- خلقة، أي: مع كون مشيه هونًا خطاه واسعة كأنما الأرض تطوى له، "إذا مشى" ظرف لما قبل، أو لقوله: "كأنما ينحط" ينزل "من صبب"، أي: محل منحدر، "وفي رواية" في حديث ابن أبي هالة: "إذا زال زال قلعًا" بالنصب حال أو مصدر، "بالفتح" للقاف، "والضم" لها مع إسكان اللام فيهما هذا ظاهره، وفي القاموس: إن الفتح إنما هو مع فتح اللام، "ثم الفتح هو مصدر بمعنى الفاعل"، أي: قالع، "أي: لا يزول"، كذا النسخ, والصواب كما في النهاية: حذف لا؛ إذ المعنى عليه، أي: يزول "قالعًا لرجله على الأرض، وهو بالضم إما مصدر، أو اسم" لمصدر، "وهو بمعنى الفتح" وهذا كله لفظ النهاية وفي القاموس، روي هذا الحديث بالضم بالتحريك، وككتف، أي: إذا مشى يرفع رجليه رفعًا بائنًا، أي: لا يمشي اختيالًا وتنعمًا, انتهى. والمفهوم منه: إن القلع رفعهما رفعًا ظاهرًا؛ بحيث لا يفهم منه الاختيال والتنعم، وجعله مصدرًا بمعنى الفاعل، يفيد إن كان يمشي في حالة كونه قالعًا لرجليه من الأرض؛ وكان المعنى