للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الهروي: قرأت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري: قلعًا -بفتح القاف وكسر اللام، وكذلك قرأته بخط الأزهري، وهو كما جاء في حديث آخر: كأنما ينحط من صبب، والانحدار من الصبب والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض.

أراد: إنه كان يستعمل التثبت ولا يتبين منه استعجال ومبادرة شديدة.

وذريع المشية: أي: واسع الخطوة, قاله ابن الأثير.

وقال ابن القيم: التقلُّع الارتفاع من الأرض بجملته، كحال المنحَطّ في الصبب، وهي مشية أولي العزم والهمّة والشجاعة، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، فكثير


إنه لا يجرَّهما في حال مشيه، وهذا بمجرِّده لا يفهم منه الرفع الظاهر؛ بحيث ينفي عنه ما هو صورة اختيال وتنعُّم، إلّا أن يحمل على أنه كان يقلعهما قلعًا تامًّا؛ فيساوي كلام القاموس، قاله شيخنا إملاءً، "وقال الهروي" في كتاب غريبي القرآن والحديث: "قرأت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث لابن الأنباري" بفتح الهمزة، وإسكان النون- نسبة إلى الأنبار بالعراق، "قلعًا -بفتح القاف وكسر اللام، وكذلك قرأته بخط الأزهري، وهو كما جاء في حديث آخر، كأنما ينحط من صبب, والانحدار من الصبب" والتكفؤ إلى قدام، "والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض؛ أراد" ابن أبي هالة "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يستعمل التثبت"، أي: يفعل ما يؤدي إليه، وهو التثبيت بوزن التفعيل؛ إذ هو الذي كان يفعله، فينشأ عن التثبت بزنة تفعُّل، وفي نسخة: التثبيت كالتفعيل وهي واضحة؛ "ولا يتبين منه استعجال ومبادرة شديدة"، ألَا تراه يقول: يمشي هونًا ويخط تكفؤًا. إلى هنا كلام الهروي.
"وذريع المشية، أي: واسع الخطوة" بضم المعجمة- ما بين القدمين، "قاله": أي: ما ذكره من أوّل قوله بالفتح إلى هنا، مفرقًا في أماكنه "ابن الأثير" في النهاية، إلّا أنه إنما عبَّر بالخطا بالجمع, ونحوه قول الراغب: الذريع الواسع، يقال: فرس ذريع، واسع الخطو، وفي المصباح: الذريع السرع وزنًا ومعنًى، ولا تدافع بين الهون الذي هو عدم العجلة، وبين الانحدار والتقلّع الذي هو السرعة؛ لأن معنى الهون أنه لا يعجل في مشيه، ولا يسعى عن قصد إلا في حادث أو مهم، والانحدار والتقلّع مشيه الخلقي، كذا قال بعضهم.
"وقال ابن القيم: التقلع: الارتفاع من الأرض بجملته، كحال المنحَطّ في الصبب، وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدل المشيات، وأروحها للأعضاء؛ فكثير من الناس"

<<  <  ج: ص:  >  >>