وهمز أنملة ثلث وثالثه ... والتسع في أصبع واختم بأصبوع "وسال منها الدم، فقال" منشدًا قول ابن رواحة، كما عند ابن أبي الدنيا، والوليد بن الوليد، كما عند الواقدي: "هل" أي: ما "أنت إلا أصبع دميت" بفتح فكسر- خاطبها على سبيل الاستعارة أو الحقيقة معجزة له، تسلية لها وتخفيفًا لما أصابها، أي: تثبتي وهوني عليك، فإن ما لقيتيه ليس قطعًا لا هلاكًا، "وفي سبيل الله"، أي: قتال أعدائه؛ لإعلاء كلمته ونصرة دينه "ما لقيت" فلا تحزني، بل افرحي، وما موصولٌ حذف عائده، أو استفهامية، وإن كان الاستفهام له صدر الكلام لأنَّ الأصل: وما لقيت في سبيل الله، أو نافية، أي: ما لقيت شيئًا في سبيل الله, تحقيرًا لما لقيته وتمنيًا لما زاد، "رواه أبو داود"، والترمذي من حديث جندب البجلي، وتقدَّم أن الممتنع عليه -صلى الله عليه وسلم- إنشاء الشعر لا إنشاده، فلا وجه لزعم أن هذه الرواية مع شهرتها غفلة، وأن الرواية بصيغة الغيبة، حتى لا يكون موزونًا، أو أنه جاء بلا قصد وشرط تسميته شعر، القصد إلى أنه شعر، ولذا جاء بعض الموزون في القرآن، نحو: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢] ، {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: ١٣] ، فليس بشعر؛ لأنه لم يقصد به الشعر، وإن كان على زنته، وغير ذلك من الأجوبة المعلوم، "ولم يكن له -صلى الله عليه وسلم- ظلّ في شمس ولا قمر"؛ لأنه كان نورًا، كما قال ابن سبع، وقال رزين: الغلبة أنواره، قيل: وحكمة ذلك صيانته عن أن يطأ كافر على ظله، وإطلاق الظل على القمر مجاز؛ لأنه إنما يقال له ظلمة القمر ونوره، وفي المختار: ظل الليل سواده، وهو استعارة؛ لأن الظل حقيقة ضوء شعاع الشمس دون السواد، فإذا لم يكن ضوء فهو ظلمة لا ظلّ، "رواه الترمذي الحكيم عن ذكوان"، أبي