للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن سبع: كان -صلى الله عليه وسلم- نورًا، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل. قال غيره: ويشهد له قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: "واجعلني نورًا".

وأما لونه الشريف الأزهر -صلى الله عليه وسلم, فقد وصفه جمهور أصحابه بالبياض، منهم: أبو بكر وعمر وعلي وأبو جحيفة وابن عمر وابن عباس وابن أبي هالة والحسن بن علي وأبو الطفيل ومحرش الكعبي وابن مسعود والبراء بن عازب، وعائشة، وأنس في إحدى الروايتين عنه.

فأما أبو جحيفة فقال: كان أبيض. رواه البخاري. وأمَّا أبو الطفيل فقال: كان أبيض مليحًا. رواه الترمذي في الشمائل، وفي رواية مسلم:


صالح السمان، الزيات المدني، أو أبي عمر، والمدني مولى عائشة، وكلّ منهما ثقة من التابعين، فهو مرسل, لكن روى ابن المبارك وابن الجوزي، عن ابن عباس: لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- ظل، ولم يقم مع الشمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوء السراج، "وقال ابن سبع: كان -صلى الله عليه وسلم- نورًا، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل"؛ لأن النور لا ظلَّ له، "قال غيره: ويشهد له قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه" لما سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورًا. ختم بقوله: "واجعلني نورًا"، أي: والنور لا ظل له، وبه يتمّ الاستشهاد.
"وأما لونه الشريف الأزهر -صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه جمهور أصحابه" الواصفين له "بالبياض، منهم: أبو بكر" الصديق، "وعمر" الفاروق، "وعلي وأبو جحيفة" بجيم، ومهملة، وفاء- مصغرة, وهب بن بد الله، "وابن عمر" بن الخطاب، "وابن عباس، وابن أبي هالة، والحسن بن علي، وأبو الطفيل" عامر بن واثلة، "ومحرش الكعبي" بضم الميم، وفتح الحاء، وكسر الراء، الثقيلة، وشين معجمة، "وابن مسعود، والبراء بن عازب، وعائشة، وأنس في إحدى الروايتين عنه" وهي رواية أصحابه عنه، ما عدا حميدًا فقال: أسمر اللون. قال الحافظ العراقي: انفرد بها حميد عن أنس، ورواه غيره من الرواة عنه، فقال: أزهر اللون، فهؤلاء خمسة عشر صحابيًّا وصفوه بالبياض، وكذا وصفه به أبو هريرة -كما قدَّم المصنف، وسعد بن أبي وقاص، "فأمَّا أبو جحيفة فقال: كان أبيض. رواه البخاري" في الصفة النبوية.
"وأما أبو الطفيل فقال: كان أبيض مليحًا" مقصدًا. هذا بقية حديثه الذي "رواه الترمذي في الشمائل"، من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد الجريري، عن أبي الطفيل، وبهذا اللفظ رواه مسلم في الصحيح من طريق عبد الأعلى، عن الجريري عنه, من فالعز ولمسلم أحق خصوصًا، وقد أوهم أن مسلمًا لم يروه بهذا اللفظ، بقوله: "وفي رواية مسلم" من طريق خالد بن عبد الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>