"قال غيره: ولم يطلع على ما يخرج منه بشر قط" ظاهره يعم البول، ولا ينافي رؤية أم أيمن وغيرها للبول، وقول المقدسي: فقد شاهده غير واحد؛ لحمل ما هنا على البول على الأرض، والآتي على ما إذا بال في إناء، كما هو صريح الكلامين، فلا خلاف، وهذا أَوْلَى من حمله على البول مع الغائط لا وحده، ولو على الأرض؛ لاحتياجه لدليل عليه لإخراجه عن ظاهره، "وأسند محمد بن سعد" بن منيع الهاشمي، مولاهم البصري، نزيل بغداد، صدوق حافظ، مات سنة ثلاثين ومائتين، وهو ابن اثنتين وستين سنة، ويعرف بأنه "كاتب الواقدي" محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أبو عبد الله، المدني الحافظ، المتروك مع سعة علمه, مات كما في الديباج وغيره ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، سنة سبع ومائتين، وهو ابن ثمان وسبين سنة، فسقط بعض الكلام على من قال: مات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة؛ إذ لم يقله أحد، "كما هو في بعض نسخ الشفاء، وقالوا: إنه ليس من الرواية" عن عياض، "ولا من حواشي أصل" أي: نسخة "ابن جبير، بل من حواشي غيره"، فأدخلوها في متن الشفاء، ولكن عزوه صحيح لابن سعد، قال في طبقاته: أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق، أنبأنا عنبسة بن عبد الرحمن التشيري، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد. "عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم: إنك تأتي الخلاء" بالمد، أي: المكان الخالي البعيد عن البيوت؛ لأنهم كانوا قبل وضع المراحيض فيها يأتونه لقضاء الحاجة، ثم عبَّر به بعد ذلك عن محل التغوّط مطلقًا، ثم صار عرفًا اسمًا للبناء المعد لذلك، "فلا نرى منك شيئًا من الأذى"، بالمعجمة والقصر، وأصله: الضرر، ثم أريد به ما يكره، فالمراد به هنا الغائط، "فقال: