"وفي رواية: "اذهب بهذا الدم فواره حيث لا يراه أحد"، فذهبت فشربته، ثم أتيته -صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما صنعت"؟ أي: بالدم، "قلت: غيبته، قال: "لعلك شربته"، قلت: شربته، وفي رواية، قلت: جعلته في أخفى مكان ظننت أنه خافٍ عن الناس"، وفي هذا مزيد حذقه -رضي الله عنه، مع صغر سنِّه، فإنه ولد سنة الهجرة، وكان أوّل مولود للمهاجرين "قال: "لعلك شربته"، قلت: شربته قال: "ويل" للتحسّر والتألم "لك من الناس" إشارة إلى محاصرته وتعذيبه وقتله وصلبه على يد الحجَّاج، "وويل للناس منك" لما أصابهم من حربه، ومحاصرة مكة بسببه، وقتل من قتل، وما أصاب أمه وأهله من المصائب، وما لحق قاتليه من الإثم العظيم، وتخريب الكعبة، فهو