قال الحافظ: وتفسير البردة بالشملة تجوز؛ لأن البردة كساء, والشملة ما اشتمل به فهي أعمّ، لكن لما أكثر اشتمالهم بها أطلقوا عليها اسمها، "فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- محتاجًا إليها" كأنهم عرفوا ذلك بقرينة حال، أو تقدّم قول صريح، "فلبسها" لفظ الأدب، وفي رواية الجنائز، فخرج إلينا، وأنها إزاره، ولابن ماجه: فخرج إلينا فيها. وللطبراني: فأتزر بها ثم خرج، "فرآها عليه رجل من الصحابة" أفاد المحب الطبري في الأحكام أنه عبد الرحمن بن عوف، وعزاه للطبراني، ولم أره في المعجم الكبير، ولا في مسند سهل، ولا في مسند عبد الرحمن، وقد أخرج الطبراني الحديث. وقال في آخره: قال قتيبة: هو سعد بن أبي وقاص، وأخرجه البخاري في اللباس، والنسائي في الزينة عن قتيبة، ولم يذكرا عنه ذلك، ورواه ابن ماجه. وقال فيه: فجاء رجل سماه يومئذ، وهو دال على أن الراوي ربما سماه في رواية أخرى للطبراني، من طريق زمعة بن صالح عن أبي حازم عن سهل، أن السائل المذكور أعرابي، فلو لم يكن زمعة ضعيفًا لانتفى أن يكون هو عبد الرحمن بن عوف، أو سعد بن أبي وقاص، أو يقال: تعددت القصة على ما فيه من بعد، وقول شيخنا ابن الملقن: إنه سهل ابن سعد غَلَطٌ التبس عليه اسم القائل باسم الراوي، قاله الحافظ: "فقال: يا رسول الله ما أحسن" بنصبه تعجبًا، "هذه" البردة "فاكسنيها" لفظ الأدب, ولفظ الجنائز عقب أنها إزاره فحسنها فلان، فقال: اكسنيها ما أحسنها. قال الحافظ: فحسنها كذا، في جميع الروايات هنا، أي: في الجنائز -بمهملتين- من التحسين، وللبخاري، وفي اللباس، فجسَّها -بجيم، بلا نون، وكذا للطبراني، والإسماعيلي من طريق أخر، "فقال -صلى الله عليه وسلم: "نعم" اكسوكها، وللبخاري في اللباس، فجلس ما شاء الله في المجلس، ثم رجع، فطواها، فأرسل بها إليه، "فلما قال -صلى الله عليه وسلم- لامه" أي: السائل، "أصحابه،