للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيجوز ظهورها, وكلام عيسى في المهد، وما شابه ذلك مما وقع من الخوارق قبل دعوى الرسالة عليهم أيضًا، وحينئذ تسمَّى "إرهاصا" أي: تأسيًا للنبوة كما صرَّح به العلامة السيد الجرجاني في شرح المواقف وغيره، وهو مذهب جمهور أئمة الأصول وغيرهم.

وخرج أيضًا بقيد "المقارنة" المتأخِّر عن التحدي، بما يخرجه عن المقارنة العرفية، نحو ما روي بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- من نطق الموتى بالشهادتين وشبهه، مما تواترت به الأخبار.

وخرج أيضًا بـ "أمن المعارضة" السحر المقرون بالتحدي، فإنه يمكن معارضته بالإتيان بمثله من المرسل إليهم.

واختلف: هل السحر قلب الأعيان وإحالة الطبائع أم لا؟

فقال بالأول قائلون، حتَّى جوَّزوا للساحر أن يقلب الإنسان حمارًا.

وذهب آخرون: إلى أن أحدًا لا يقدر على قلب عين ولا إحالة طبيعة إلا الله


تسمَّى إرهاصًا، أي: تأسيسًا للنبوة، كما صرَّح به العلامة السيد" الشريف علي "الجرجاني في شرح المواقف، و" صرح به "غيره وهو مذهب جمهور أئمة الأصول وغيرهم، خلافًا للرازي في تسميتها معجزة، "وخرج أيضًا بقيد المقارنة" الأمر "المتأخِّر عن التحدي بما يخرجه عن المقارنة العرفية، نحو ما روي بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- من نطق بعض الموتى بالشهادتين، وشبهه مما تواترت به الأخبار" المفيد للعلم، "وخرج أيضًا بأمن المعارضة السحر المقرون بالتحدي، فإنه يمكن معارضته بالإتيان بمثله من المرسل إليهم" بناءً على دخول السحر في الخارق للعادة، وهو ممنوع.
قال السنوسي: ومن المعتاد السحر ونحوه، وإن كان سببه العادي نادرًا، خلافًا لمن جعل السحر خارقًا، وقال ابن أبي شريف: الحق أن السحر ليس من الخوارق، وإن أطبق القوم على عدة منها؛ لأنه يترتب على أسباب كلما باشرها أحد حلقه الله تعالى عقب ذلك، فهو ترتيب مسبب على سبب جرت العادة الإلهية بترتبه عليه، كترتب الإسهال على شرب السقمونيا، وشفاء المريض على تناول الأدوية الطبية، فإن كلّا منهما غير خارق.
واختلف: هل السحر قلب الأعيان وإحالة الطبائع" كحال الطبيعة السوداوية صفراوية، "أم لا؟ فقال بالأول قائلون، حتَّى جوزوا للساحر أن يقلب الإنسان حمارًا" وحجرًا، "وذهب آخرون إلى أن أحدًا لا يقدر على قلب عين ولا إحالة" تغيير "طبيعة إلّا الله" صفة لا حدًّا، أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>