للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث ابن عمر فلقتين -باللام- كما قدمته، وفي لفظ في حديث جبير: فانشق باثنتين، وفي رواية عن ابن عباس عند أبي نعيم في الدلائل: فصار قمرين. ووقع في نظم السيرة للحافظ أبي الفضل العراقي: وانشقَّ القمر مرتين بالإجماع.

قال الحافظ بن حجر: وأظن قوله: "بالإجماع" يتعلق بـ "انشقّ" لا بـ "مرتين"، فإني لا أعلم من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه -صلى الله عليه وسلم.


وفي حديث ابن عمر: فلقتين باللام، كما قدمته" من رواية الترمذي.
"وفي لفظ في حديث جبير" بن مطعم: "فانشق" القمر باثنتين" أي: بصيرورته ثنتين من الشق أو الباء زائدة، "وفي رواية عن ابن عباس، عند أبي نعيم في الدلائل، فصار قمرين، وفي لفظ: شفتين، وعند الطبري من حديثه: حتى رأوا شقتيه.
"ووقع في نظم السيرة للحافظ أبي الفضل العراقي: وانشقَّ القمر مرَّتين بالإجماع", فظاهره تعلق بالإجماع، بقوله: مرَّتين، على ظاهر رواية مسلم وغيره، لكن "قال الحافظ ابن حجر" في الفتح، ما ملخصه: "وأظن قوله بالإجماع يتعلّق بانشقَّ لا بمرتين، فإني لا أعلم من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه -صلى الله عليه وسلم", وعبارة الحافظ في الفتح.
ووقع في نظم السيرة لشيخنا الحافظ أبي الفضل: وانشقَّ مرتين بالإجماع، ولا أعرف من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه -صلى الله عليه وسلم، ولم يتعرّض لذلك أحد من شراح الصحيحين، وتكلّم ابن القيم على هذه الرواية، فقال: المرات يراد بها الأفعال تارة، ويراد بها الأعيان أخرى، والأول أكثر.
ومن الثاني: انشقَّ القمر مرتين، وقد خفي هذا على بعض الناس، فادَّعى أن انشقاق القمر وقع مرتين، وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط، فإنه لم يقع إلّا مرة واحدة، وقد وقع لعماد بن كثير في الرواية التي فيها مرتين نظير، ولعل قائلها أراد فرقتين، قلت: وهذا الذي لا يتجه غيره جمعًا بين الروايات، ثم راجعت نظم شيخنا فوجدته يحتمل التأويل المذكور، ولفظه:
فصار فرقتين فرقة علت ... وفرقة للطود منه نزلت
وذاك مرتين بالإجماع ... والنص والتواتر السماعي
فجمع بين فرقتين ومرَّتين, فيمكن أن يتعلق قوله بالإجماع بأصل الانشقاق لا بالتعدد، مع أن في نقل الإجماع في نفس الانشقاق نظرًا يأتي بيانه، انتهى.
فعن النظم جوابان، أولهما: تأويل مرة بفرقتين، ولا ينافيه الجمع بينهما؛ لأنه إشارة للروايتين، أي: إنه رواية مرتين محمولة على رواية فرقتين، كما أشار إليه ابن كثير، ومراده: بما

<<  <  ج: ص:  >  >>