وأما المصطفى فكان قد صلاها، كما يأتي في الرواية الأخرى، "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أصليت يا علي؟ " استفهام تقريري ليرتب عليه الدعاء له، وإظهار المعجزة أو حقيقي، ولا يشكل بأن قلبه لا ينام لاشتغال قلبه حينئذ بالوحي، فاستغرق فيه، "قال: لا،" لأنهم كانوا لا يوقظونه، كما في الصحيح، وقد وضع رأسه في حجره, فهو عذر في إخراج الصلاة عن وقتها، ولم يصلها بنحو الإيماء، لجواز أنه لم يكن شرع حينئذ، "فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك"؛ لأنه لم يزعجه من منامه، وانتظر يقظته, وذلك تعظيم لله برعاية نبيه ولرسوله بترك ما يؤذيه، "فأردد" بفك الإدغام على إحدى اللغتين الفصيحتين, ويأتي رواية الطبراني فرد بالإدغام, وقد قرئ من يريد بالإدغام والفكّ. "عليه الشمس" أي: أعدها لمكانها الذي غربت منه ليصلي العصر في وقتها، "قالت أسماء" بنت عميس: "فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت، بدعاء المحتبي "بعدما غربت ووقعت" أي: نزلت على الجبال والأرض, وذلك بالصهباء في خيبر" بعد مفارقتها لهما، فوقعت بعين مهملة، وقول الدلجي بالفاء من الوقوف، أي: لم تسر وتبيّن رجوعها إن ثبت رواية، وإلّا فالعين أوفق، لقولها: بعدما غربت، "رواه" العلامة الإمام الحافظ أحمد بن محمد، بن سالم، بن سلمة الأزدي، أبو جعفر "الطحاوي" بفتح المهملتين نسبةً لطحا قرية بصعيد مصر، على ما قاله ابن الأثير. وردَّه السيوطي بأنه ليس منها، بل من طحطوط بقربها، فكره أن يقال الطحطوطي المصري، ابن أخت المزني، سمع يونس بن عبد الأعلى، وهارون بن سعيد، وعنه الطبراني، وغيره، وكان ثقة، ثبتًا، فقيهًا، حنفيًّا، لا مالكيًّا، كما زعم بعض، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، وله مؤلفات, ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، "في مشكل الحديث" كتاب جليل اشتهر بالآثار من طريقين عن أسماء، "كما حكاه القاضي عياض في