للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها حبست لسليمان -عليه السلام؛ لقوله: {رُدُّوهَا عَلَيَّ} [ص: ٣٣] . ونوزع فيه بعدم ذكر الشمس في الآية، فالمراد: الصافنات الجياد والله أعلم.

قال القاضي عياض: واختلف في حبس الشمس المذكور هنا، فقيل: ردت على أدراجها, وقيل: وقفت ولم ترد، وقيل: بطء حركتها. قال: وكل ذلك من معجزات النبوة. انتهى.


كان يعرض عليه الخيل الجياد غدوة حتى توارت بالحجاب, فاختصره المصنف، فقال: "إنها حبست لسليمان -عليه السلام- أيضًا؛ لقوله: {رُدُّوهَا عَلَيَّ} ونوزع فيه بعدم ذكر الشمس في الآية, فالمراد الصافنات:" الخيل الجياد, وأجيب بأنه لو ثبت، عاد الضمير للشمس لعلمها، وإن لم يجر لها ذكر، كقوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} الآية.
قال الحافظ: لكنه غير ثابت, وجاء أيضًا أنها حبست عن الطلوع لموسى، ففي المبتدأ لابن إسحاق عن عروة: أنه تعالى أمر موسى أن يحمل تابوت يوسف، فلم يدلّ عليه حتى كاد الفجر يطلع، وكان وعدهم بالسير عند طلوع الفجر، فدعا ربه أن يؤخّر الفجر حتى يفرغ ففعله.
قال الحافظ: وتأخير طلوع الفجر يستلزم تأخير طلوع الشمس؛ لأنه ناشئ عنها، فلا يقال: الحصر إنما وقع في يوشع بطلوع الشمس، فلا يمنع حبس الفجر لغيره، قال: وأخرج الخطيب في كتاب ذم النجوم عن عليّ قال: سأل قوم يوشع أن يطلعهم على بدء الخلق وآجالهم، فأراهم ذلك في ماء من غمامة أمطرها الله عليهم، فكان أحدهم يعلم متى يموت, فبقوا على ذلك إلى أن قاتلهم داود على الكفر، فأخرجوا إلى داود من لم يحضر أجله، فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل منهم, فشكا إلى الله ودعاه، فحبست عليه الشمس، فزيد في النهار، فاختلطت الزيادة الليل والنهار، فاختلط عليهم حسابهم، وإسناده ضعيف جدًّا، انتهى، والله أعلم" بصحة ذلك كله في نفس الأمر وضعفه.
"قال القاضي عياض: واختلف في حبس الشمس المذكور هنا، فقيل: ردت على أدراجها" أي: أحوالها التي كانت تسير عليها نهارًا، "وقيل: وقفت ولم ترد", قال البرهان: وه ظاهر قوله: فحبست, "وقيل" بطء حركتها" قال ابن بطال: وهو أَوْلَى الأقوال، قال" عياض: وكل ذلك من معجزات النبوة. انتهى".
قال بعض شراح مسلم: والشمس أحد الكواكب السيارة، وحركتها مترتبة على حركة الفلك بها، فحبسها على التفاسير المذكورة إنما هو لحبس الفلك لا حبسها في نفسها، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>