للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله, ثلاث مرات, فالتفت فإذا ظبية مشدودة في وثاق، وأعرابي منجدل في شملة نائم في الشمس، فقال: "ما حاجتك؟ " قالت: صادني هذا الأعرابي، ولي خشفان في ذلك الجبل فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع، قال: "وتفعلين؟ " قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أعد, فأطلقها فذهبت ورجعت, فأوثقها النبي -صلى الله عليه وسلم, فانتبه الأعرابي وقال: يا رسول الله, ألك حاجة؟ قال: "تطلق هذه الظبية،


يا رسول الله -ثلاث مرات، فالتفت فإذا ظبية مشدودة في وثاق، وأعرابي منجدل" مطروح على الجدالة: الأرض, في شملة نائم في الشمس، فقال: "ما حاجتك؟ " حتى ناديتني، "قالت: صادني هذا الأعرابي", وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، مَرَّ -صلى الله عليه وسلم- على قوم قد صادوا ظبية وشدوها إلى عمود فسطاط، فقالت: يا رسول الله! إني وضعت، ولي خشفان، فاستأذن لي أن أرضعهما، ثم أعود إليهم، فقال: "خلوا عنها حتى تأتي خشفيها فترضعهما، وتأتي إليكم" , قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: "أنا" فأطلقوها، فذهب فأرضعتهما، ثم عادت إليهم، فأوثقوها، فإن كانت القصة تعدّدت، وإلّا فيمكن أن صائدها واحد من القوم له ولهم، فنسب إليهم في رواية أبي سعيد ذلك، واختبرته نفس الظبية خصوص من صادها، ولا تنافي بين قوله: فأطلقوها, وبين كون المصطفى هو الذي أطلقها في حديث أم سلمة؛ لجواز أن نسبته إليهم مجازية؛ لكونه عن إذنهم، وكأنه لما استأذنهم وضمن لهم عودها، طلبوا منه أن يطلقها بنفسه لتطئمنَّ قلوبهم، وكذا قوله: فأوثقوها لا ينافي حديث أم سلمة فأوثقها النبي؛ لجواز أنه أمرهم بإيثاقها، فنسب إليه، "ولي خشفان" بكسر الخاء، وسكون الشين المعجمتين: ظبيان صغيران قرب ولادتهما, "في ذلك الجبل" تشير لجبل بتلك الصحراء "فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع" بنصب الأفعال الثلاثة، "قال: "وتفعلين" بتقدير الهمزة، أي: ترجعين إن أطلقتك", "قالت: عذَّبني الله عذاب العشار" المكاس، "إن لم أعد، وفي حديث أنس عند أبي نعيم، فقالت: يا رسول الله, أخذت ولي خشفان في البرية، وقد انعقد اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح, ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها: "إن تركتك ترجعين؟ " قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذابًا أليمًا، "فأطلقها، فذهبت" فأرضعتهما ورجعت" عن قرب, "فأوثقها النبي -صلى الله عليه وسلم" كما كانت, "فانتبه الأعرابي" من نومه، وقال: يا رسول الله! ألك حاجة؟ قال: "تطلق هذه الظبية" , فأطلقها" من وثاقها.
وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي في السنن بعد قوله: فأوثقوها, فمَرَّ بهم رسول الله، فقال: "أين أصحاب هذه" , قالوا: نحن يا رسول الله، فقال: "أتبيعونها" , قالوا: هل لك، قال: "خلو عنها" فأطلقوها، "فخرجت تعدوا في الصحراء" تجري جريًا شديدًا "فرحًا وهي تضرب

<<  <  ج: ص:  >  >>