للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وبقي شيء من ماء، ثم قال: "احفظ علينا ميضأتك"، فسيكون لها نبأ، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة، وركب وركبنا معه، فانتهينا إلى الناس حين اشتد النهار وحمي كل شيء، وهم يقولون: يا رسول الله هلكنا عطشنا، فقال: "لا هلك عليكم"


وضوء؛ كما هو لفظ الحديث، ومعناه: وضوءًا كامل الفروض دون وضوء تام بالفرائض والسنن، كاقتصاره على الوضوء مرة، ونحو ذلك.
"قال: وبقي شيء من ماء" وظاهره: أنه لم يتوضأ منها أحد غيره، وفي رواية عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لأبي قتادة: "أمعكم ماء"؟، قلت: نعم في ميضاءة فيها شيء من ماء، قال: "ائت بها" فأتيته بها، فقال لأصحابه: "تعالوا مسوا منها"، فتوضئوا، وجعل يصب عليهم وبقيت جرعة، "ثم قال" صلى الله عليه وسلم لأبي قتادة: "احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأ" خبر عظيم في أمر مائها وكفايته القوم وما يظهر بها من المعجزة العظيمة، "ثم أذن بلال بالصلاة" ولأحمد من حديث ذي مخبر: فأمر بلالًا فأذن، واستدل به على مشروعية الأذان للفوائت، "فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين" هما ركعتا الفجر، "ثم صلى الغداة" الصبح، ولأحمد: فصلى الركعتين قبل الصبح، وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلى الصبح.
زاد الطبراني من حديث عمران، فقلنا: يا رسول الله! أنعيدها من الغدو لوقتها؟، قال: "نهانا الله عن الرياء، ويقبله منا" وفي رواية ابن عبد البر: "لا ينهاكم الله عن الرياء ويقبله منكم"، واختصر المصنف سياق أبي قتادة، ولفظه في مسلم: ثم صلى الغداة، فصنع ما كان يصنع كل يوم، قال: "وركب" رسول الله صلى الله عليه وسلم "وركبنا معه" فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا، ثم قال: "أما لكم فيّ أسوة"، ثم قال: "إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها". ثم قال: "ما ترون الناس صنعوا"؟، قال: ثم أصبح الناس فقدوا نبيهم، فقال أبو بكر وعمر: رسول الله لم يكن ليخلفكم، وقال الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم، فإن تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا، قال: "فانتهينا إلى الناس" لأنه صلى الله عليه وسلم لما عدل عن الطريق مع طائفة نام وسار بقية الجيش، ولم يعملوا بنومه، وفيهم الشيخان، كما رأيت، "حين اشتد" بمعجمة قبل الفوقية، "النهار، وحمي كل شيء وهم يقولون: يا رسول الله، هلكنا عطشنا" هكذا في مسلم بلا واو، بيان لهلاكهم، ويقع في نسخ المصنف: وعطشنا بالواو، فإن ثبت رواية، فهي عطف علة على معلول، فقال: "لا هلك عليكم" بضم الهاء، وسكون اللام: اسم من هلك وحذف من الحديث، ثم قال: "أطلقوا إليّ غمري"، وهو بضم

<<  <  ج: ص:  >  >>