للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء". ثم قال فأخرجت له عجينًا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال: "ادع خابزة فلتخبز معك


وفي رواية في الصحيح، فقال: "قوموا". فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟، قلت: نعم، وفي سياقه اختصار، وبيانه في رواية يونس بن بكير في زيادات المغازي، قال: فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله، وقلت: جاء الخلق على صاع من شعير وعناق، فدخلت على امرأتي أقول: افتضحت، جاءك رسول الله بالجند أجمعين، فقالت: هل كان سألك: كم طعامك؟ فقلت: نعم، فقالت: الله ورسوله أعلم، نحن أخبرناه بما عندنا، فكشفت عني غما شديدًا، وفي رواية الصحيح: فجئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، ويجمع بينهما بأنها أولا أمرته أن يعلمه بالصورة، فلما قال لها: إنه جاء بالجميع، ظنت أنه لم يعلم فخاصمته، فلما أعلمها أنه أعلمه، سكن ما عنده، لعلمها بإمكان خرق العادة، ودل ذلك على وفور عقلها وكمال فضلها، وقد وقع لها في قصة التمر أن جابرًا أوصاها لما زارهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تكمله، فلما أراد صلى الله عليه وسلم الانصراف نادته: يا رسول الله! صل عليّ وعلى زوجي، فقال صلى الله عليه وسلم: "صلى الله عليك وعلى زوجك" فعاتبها جابر، فقالت له: أكنت تظن أن الله يورد رسوله بيتي، ثم يخرج ولا أسأله الدعاء، أخرجه أحمد بإسناد حسن، ذكره الحافظ.
"قال النبي صلى الله عليه وسلم" لجابر: "لا تنزلن"، بضم الفوقية، وكسر الزاي، وضم اللام، "برمتكم" نصب على المفعولية ولأبي ذر: لا تنزل بفتح الزاي واللام مبني للمفعول، برمتكم بالرفع نائب الفاعل، "ولا تخبزن" بفتح الفوقية، وكسر الموحدة، وضم الزاي، وشد النون "عجينكم" بالنصب، ولأبي ذر، بضم التحتية، وفتح الموحدة، والزاي، ورفع عجينكم، "حتى أجيء" إلى منزلكم، "ثم جاء" لفظ البخاري: فجئت وجاء صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت إلى امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت الذي قلت، "فأخرجت" المرأة "له عجينًا، فبصق فيه" بالصاد، ولأبي ذر، والوقت، وابن عساكر: فبسق بالسين، ويقال بالزاي أيضًا، لكن قال النووي: بالصاد في أكثر الأصول وفي بعضها بالسين، وهي لغة قليلة، "وبارك" في العجين، أي: دعا فيه بالبركة، "ثم عمد" بفتح الميم: قصد "إلى برمتنا، فبصق" زاد الكشميني: فيها، أي: البرمة "وبارك" في الطعام، "ثم قال" صلى الله عليه وسلم لجابر: "ادع خابزة فلتخبز"، بسكون اللام "معك" بكسر الكاف، خطابًا لزوجة جابر، فخصه بالأمر بالدعاء؛ لأنه صاحب المنزل المشار بإذنه لمن شاء في دخوله منزله، وخاطب زوجته، بأنه إذا أحضرها يأمرها بالخبز معها، أي: مساعدتها فيه، ثم تباشر

<<  <  ج: ص:  >  >>