للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها". وهم ألف. فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو، رواه البخاري ومسلم.

وقوله: "فانكفأت" أي: انقلبت.


هي غرف الطعام، ولا ينافيه أن لفظ البخاري: فلتخبزي معي؛ لأن المراد وقولي لها لتخبزي معي، أي: تعاونيني فيه، كذا أملانيه شيخنا قائلا، ويدل عليه قوله: "واقدحي" بسكون القاف، وفتح الدال، وكسر الحال المهملتين، أي: اغرفي "من برمتكم" والمغرفة تسمى المقدمة، وقدحه من المرق غرفه منه، "ولا تنزلوها" بضم الفوقية، وكسر الزاي، أي: البرمة من فوق الأثافي، بفتح الهمزة والمثلثة فألف، ففاء مكسورة، فتحتية مشددة: حجارة ثلاثة يوضع عليها القدر، "وهم" أي: القوم الذين أكلوا "ألف" وفي مستخرج أبي نعيم، وهو سبعمائة أو ثمانمائة، وللإسماعيلي ثمانمائة أو ثلاثمائة، وفي مسلم: ثلاثمائة.
قال الحافظ والحكم: لزائد لمزيد علمه، ولأن القصة متحدة.
وفي رواية أبي الزبير عن جابر وأقعدهم عشرة عشرة يأكلون، "فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا"، أي: مالوا عن الطعام، "وإن برمتنا لتغط" بكسر الغين المعجمة، وشد الطاء المهملة، أي: تغلي وتفور بحيث يسمع لها غطيط، "كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو" لم ينقص من ذلك شيء، وما في, كما كافة، وهي مقمحة لدخول الكاف على الجملة، وهي مبتدأ، والخبر محذوف، أي: كما هي قبل ذلك.
"رواه البخاري ومسلم" في المغازي من حديث سعيد بن مينا عن جابر، وأخرجه البخاري وحده من رواية أيمن عن جابر نحوه، وفي آخره: فقال صلى الله عليه وسلم ادخلوا ولا تضاغطو، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرم والتنوم إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه، ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا أو بقي بقية، قال: "كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة" وفي رواية يونس بن بكر: فما يزال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا، فقال: "كلي وأهدي" فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع، وفي رواية أبي الزبير عن جابر: فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا، فلما خرج صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك، انتهى.
وصريح هذا أن الذي باشر الغرف النبي صلى الله عليه وسلم، فيخالف ظاهر قوله: "واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها". أي: اغرفي من أن مباشرة المرأة، ويمكن الجمع بينهما؛ بأنها كانت تساعد في الغرف، ولم يتعرض الحافظ ولا المصنف لهذا.
"وقوله: فانكفأت، أي: انقلبت" بالهمز وتركه، وهو الرواية على ظاهر كلام الحافظ بن

<<  <  ج: ص:  >  >>