للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهملة، أي: تغلي ويسمع غطيطها.

وعن أنس قال: قال أبو طلحة لأم سليم، لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء، فقالت: نعم، فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خمارًا، فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه -أي أدارت بعض الخمار على رأسي مرتين كالعمائم- ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت به فوجدت


المهملة" المشددة، "أي: تغلي ويسمع غطيطها" صوتها بالغليان، كغطيط النائم.
"وعن أنس" بن مالك "قال: قال أبو طلحة" زيد بن سهل الأنصاري، زوج أم سليم، والدة أنس "لأم سليم" قال الحافظ: اتفقت الطرق على أن الحديث المذكور من مسند أنس، وقد وافقه على ذلك أخوه لأمه عبد الله بن أبي طلحة، فرواه مطولا عن أبيه، قال: دخلت المسجد، فعرفت، في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ... الحديث، أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن، "لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا؛ أعرف فيه الجوع" فيه العمل بالقرائن، وكأنه لم يسمع من صوته حين تكلم الفخامة المألوفة منه، فحمله على الجوع، ولأحمد عن أنس، أن أبا طلحة رآه طاويًا، وفي مسلم جئت وقد عصب بطنه بعصابة، فسألت، فقالوا: من الجوع، فأخبرت أبا طلحة، فدخل على أم سليم، قال: "فهل عندك من شيء" يأكله النبي صلى الله عليه وسلم؟، "فقالت: نعم، فأخرجت أقراصًا" جمع قرص، بالضم: قطعة عجين مقطوع منه "من شعير" ولأحمد: عمدت أم سليم إلى نصف مد من شعير فطحنته. وللبخاري: عمدت إلى مد من شعير جشته، ثم عملته عصيدة، وفي لفظ خطيفة، وهي العصيدة وزنًا ومعنى، وفي مسلم وأحمد: أتي أبو طلحة بمدين من شعير، فأمر، فصنع طعامًا، قال الحافظ: ولا منافاة لاحتمال تعدد القصة، او أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، ويمكن الجمع بأن يكون الشعير في الأصل كان صاعًا، فردت بعضه لعيالهم وبعضه للنبي صلى الله عليه وسلم، ويدل على التعدد ما بين العصيدة والخبز المفتوت، الملتوت بالسمن من المغايرة، "ثم أخرجت خمارًا" بكسر الخاء المعجمة، أي: نصيفًا لها، "فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته" أي: أخفته "تحت يدي" بكسر الدال، أي: إبطي "ولاثتني بمثلثة، ففوقية ساكنة، فنون مكسورة: لفتني، "ببعضه" ببعض الخمار، "أي: أدارت بعض الخمار على رأسي مرتين، كالعمائم" وفي الفتح، أي: لفتني به يقال: لاث العمامة على رأسه، أي: عصبها، والمراد أنها لفت بعضه على بعض رأسه، وبعضه على إبطه، وللبخاري في الأطعمة، فلفت الخبز ببعضه، ودست الخبز تحت ثوبي وردتني ببعضه، يقال: دس الشيء يدسه دسًا، إذا أدخله في الشيء بقهر وقوة، "ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت به، فوجدت

<<  <  ج: ص:  >  >>