للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعوك وحدك، ولم يكن عندي ما يشبع من أرى، فقال: "أدخل, فإن الله يبارك فيما عندك".

وإليك النظر، فقال: "هل من سمن"؟ فقال أبو طلحة: قد كان في العكة شيء فجاء بها، فجعلا يعصرانها حتى خرج.


يدعوك وحدك"، وهذا صريح أيضًا في أنه استدعاه لمنزله، "ولم يكن عندنا ما يشبع من أرى" معك، فقال: "أدخل، فإن الله يبارك فيما عندك" وبقية الروايات التي استدل بها الحافظ هي.
وفي رواية عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة، عند أبي يعلى عن أنس، قال لي أبو طلحة: اذهب فادع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعند البخاري من رواية ابن سيرين في الأطعمة عن أنس: ثم بعثني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته، وهو في أصحابه، فدعوته.
وعند أحمد من رواية النضر بن أنس عن أبيه، قالت لي أم سليم: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل له: إن رأيت أن تغدى عندنا، فافعل.
وفي رواية، عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أنس عند البغوي، فقال أبو طلحة: اذهب يا بني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فادعه، فجئته، إن أبي يدعوك.
وفي رواية محمد بن كعب عند أبي نعيم، فقال: يا بني اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فادعه، ولا تدع معه غيره، ولا تفضحني، انتهى. ولم يتنزل الحافظ للجمع بين هذه الروايات وبين مقتضى أول الصحيحين لسهولته، وهو أنه أرسله يدعوه وحده، وأرسل معه الخبز، فإن جاء قدموه له، وإن شق عليه المجيء لمحاصرة الأحزاب، أعطاه الخبز سرًا.
وأما اختلاف الروايات في أنه أقراص، أو كسر من خبز، فكانت أقراصًا مكسورة، وقوله: اعجنيه وأصلحيه يحمل على تليينه بنحو ماء أو سمن ليسهل تناوله، كأنه كان يابسًا، كما هو شأن الكسر غالبًا، هذا ما ظهر لي، "وإليك النظر".
وفي رواية مبارك بن فضالة، بفتح الفاء، وتخفيف المعجمة، البصري، صدوق يدلس ويسوي، مات سنة ست وستين ومائة على الصحيح، روى له أبو داود، والترمي، وابن ماجه، أي: روايته عن بكر بن عبد الله، وثابت، عن أنس عند الإمام أحمد، "فقال صلى الله عليه وسلم" لما دخل وأتته أم سليم بذلك الخبز: "هل من سمن"؟، نأدم به الخير، "فقال أبو طلحة: قد كان في العكة شيء" قليل من السمن، "فجاء بها، فجعلا يعصرانها حتى خرج" لا ينافيه رواية الصحيحين السابقة بلفظ: وعصرت أم سليم عكة، فأدمته؛ لاحتمال أنها حين أتت بها عصرتها، ثم أخذاها

<<  <  ج: ص:  >  >>