للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجز عن الجنة". رواه مسلم.

وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسًا بزينب، فعمدت أمي أم سليم إلى تمر وسمن وأقط فصنعت حيسًا، فجعلته في تور، فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضعه ثم قال: "اذهب فادع لي -فلانًا وفلانًا، رجالا سماهم- وادع لي من لقيت"، فدعوت من سمى ومن لقيت، فرجعت فإذا البيت غاص


شك؛ كما أفاد بقوله: "لا يلقى الله بهما عبد غير شاك، فيحجز" بالنصب، أي: يمنع "عن الجنة" حجز تأييد، وكذا رواية: "إلا حجبت عنه النار"، أي: حجب تأييد، فلا ينافي دخولها لبعض لتطهيره، ويحتمل أن عدم شكه قبل لقاء الله، ملاحظًا التوبة إلى الله والتمحيص من الذنوب، فلا يحجب عن الجنة ابتداء، بل يكون مع السابقين، وتحجب عنه النار من أول الأمر، "رواه مسلم" وأحمد، وأخرجه البخاري عن سلمة بن الأكوع بنحوه.
"وعن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسًا بزينب" بنت جحش الأسدية، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا إلى رسول الله هدية، فقلت لها: افعلي، "فعمدت" بفتح الميم "أمي أم سليم إلى تمر وسمن وأقط، فصنعت حيسًا" بفتح الحاء المهملة وإسكان الياء، وبالسين المهملة، وهو خلط المذكور، قال:
التمر والسمن جميعًا والإقط ... الحيس إلا أنه لم يختلط
أي: لم يختلط فيما حضر الشاعر فيما عناه، فهو حيس بالقوة لا بالفعل، وقيل: الحيس تمر ينزع نواه، ويخلط بالسويق.
قال ابن قرقول: والأول أعرف، "فجعلته في تور" بفتح الفوقية، وإسكان الواو: إناء من صفر، أو حجارة.
وفي رواية البخاري: في برمة، أي: قدر، أو من حجر، "فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام".
وفي رواية البخاري: فأرسلت بها معي إليه، فانطلقت بها إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: "ضعه" أي: التور، وفي رواية البخاري: "ضعها"، أي: البرمة، ثم قال: "اذهب فادع لي فلانًا وفلانًا"، "رجالا سماهم" أي: عينهم بأسمائهم، "وادع لي من لقيت" بتاء الخطاب، تعميم بعد تخصيص، "فدعوت من سمى ومن لقيت".
وفي رواية البخاري: ففعلت الذي أمرني، "فرجعت، فإذا البيت غاص" بغين معجمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>