للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على بعير. رواه البخاري.

وعن أبي هريرة قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدعو أهل الصفة، فتتبعتهم حتى جمعتهم، فوضعت بين أيدينا صحفة فأكلنا ما شئنا وفرغنا، وهي مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع. رواه ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم.

وعن علي بن أبي طالب: قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وكانوا أربعين، منهم قوم يأكلون الجذعة ويشربون الفرق، فصنع لهم مدًا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي كما هو، ثم دعا بعس.

فشربوا حتى رووا، وبقي كأنه لم يشرب منه، رواه في الشفاء.


قال الحافظ: يحتمل أنهم اجتمعوا على القصعتين، فيكون فيه معجزة أخرى لكونهما وسعتا أيدي القوم، ويحتمل أنهم أكلوا كلهم في الجملة أعم من الاجتماع والافتراق، "وفضل في القصعتين فحملته" أي: ما فضل لفظ الأطعمة، وفي الهبة: فحملناها بضمير ودونه "على بعير" أو كما قال بالشك من الراوي، كما وقع في المحلين، "رواه البخاري" في الهبة والأطعمة تامًا، وفي البيوع مختصرًا، وكذا رواه مسلم في الأطعمة تامًا، قال الحافظ: وفيه معجزة ظاهرة، وآية باهرة من تكثير القدر اليسير من الصاع، ومن اللحم، حتى وسع الجمع المذكور وفضل منه، قال: ولم أر هذه القة إلا من حديث عبد الرحمن، وقد ورد تكثير الطعام في الجملة من أحاديث جماعة من الصحابة.
"وعن أبي هريرة، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدعو أهل الصفة" لطعام يأكلونه عنده، "فتتبعتهم حتى جمعتهم" لأنهم كان منهم من يذهب لنحو الاحتطاب، "فوضعت بين أيدينا صحفة" فيها طعام" فأكلنا ما شئنا وفرغنا، وهي مثلها حين وضعت" لم تنقص شيئًا، "إلا أن فيها أثر الأصابع، رواه ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم" الأصبهاني.
"وعن علي بن أبي طالب، قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب" بمكة في ابتداء البعثة، "وكانوا أربعين" رجلا، "منهم قوم" اسم جمع للرجال، خاصة لقيامهم بالأمور، "يأكلون الجذعة" بفتح الجيم، والمعجمة، والمهملة من الإبل، كما ورد في أحاديث، وهي ما دخل في الخامسة، وقيل: الرابعة، ومن المعز ما تم له سنة، ومن الضأن ما أتى عليه ثمانية أشهر أو تسعة، والمراد: أقل ما يكفيهم الجذعة، كما يقال لمن دونهم أكلة رأس، "ويشربون الفرق" بفتح الفاء، وإسكان الراء، وبفتحهما: إناء يسع اثني عشر صاعًا بصاعه صلى الله عليه وسلم، وهو ستة عشر رطلا، وهو معروف بالمدينة، "فصنع لهم مدًا من طعام" أي: طبخه وسواه، "فأكلوا حتى شبعوا، وبقي كما هو" قبل الأكل، أي: لم ينقص؛ كأنه لم يؤكل منه شيء، "ثم دعا بعس"
بضم المهملة الأولى: قدح من خشب يروي الثلاثة والأربعة، أي: من لبن طلبه من أهله لهم، "فشربوا" منه "حتى رووا، وبقي كأنه لم يشرب منه" شيء، "رواه" أي: ذكره بلا إسناد "في الشفاء" وقد أخرجه أحمد والبيهقي بسند جيد مطولا عن علي

<<  <  ج: ص:  >  >>