للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن فهد بن عطية، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي قد شب لم يتكلم قط فقال له: "من أنا"؟ قال: أنت رسول الله، رواه البيهقي.

وعن ابن عباس قال: إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابني به جنون، وإنه ليأخذ عند غدائنا وعشائنا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود يسعى. رواه الدارمي.

وقوله: "ثع" يعني قاء.


"وعن فهد بن عطية" بفاء مفتوحة، وهاء ساكنة، ودال مهملة، وفي نسخة: وراء مهملة، قال في المقتفى: لا أعرفه بدال، ولا براء، والذي في البيهقي؛ أنه عن شمر بن عطية عن بعض أشياخه، فيحتمل أن تحرف على الناسخ، انتهى، وهو كما قال: فليس في الصحابة من يسمى بذلك، بدال، ولا براء، إذ لم يذكر ذلك في الإصابة مع استيعابه، ولا في القسم الرابع، فإنما هو عن شمر، بكسر الشين المعجمة، وسكون الميم، وراء بلا نقط، ابن عطية الأسدي، الكاهلي، الكوفي صدوق، من أتباع التابعين عن بعض أشياخه، فهو مرسل، "أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي قد شب" كبر وصار شابًا، وهو "لم يتكلم قط" من طفولته لشبابه؛ لأنه خلق أخرس، "فقال له: "من أنا" قال: أنت رسول الله". فأنطقه الله، معجزة بعدما كان أبكم، فهو بمنزلة الميت والجماد، لعدم القدرة على النطق، "رواه البيهقي" مرسلا؛ كما علم، فعجب للمصنف، يعزوه له، ويتبع عياضًا في قوله: فهد أو فهر، مع أنه لم يعزه لأحد.
"وعن ابن عباس" مما رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والبيهقي، "قال: إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إن ابني به جنون، وإنه ليأخذه عند غدائنا" بدال مهملة "وعشائنا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره" بيده الميمونة، "فثع ثعة" بفتح المثلثة، وروي بفوقية بدلها، وشد العين المهملة، "وخرج من جوفه" بطنه "مثل الجرو" بجيم مثلثة: الصغير من أولاد الكلاب والسباع، "الأسود" ويطلق الجر، وأيضًا على صغار الحنظل والقثاء، وهو محتمل هنا؛ كما قال بعض. "ويسعى" أي: يمشي، والذي في الشفاء، فشفي، بالبناء للمفعول، أي: شفاه الله، "رواه الدارمي" كذا في بعض النسخ، "وقوله: ثع، يعني: قاء" مرة واحدة؛ كما قاله جمهور أهل اللغة.
وقال بعضهم: يعني سعل، وفي القاموس في المثلثة ثع يثع: قاء، وفيه في الفوقية الثع والثعة، التقيؤ.

<<  <  ج: ص:  >  >>