وروى الطبراني والضياء المقدسي، عن حذيفة بن أسيد بن خالد الغفاري، قال: قال صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة" بالضم أي: عندها، "أولها وآخرها"، فقيل: يا رسول الله عرض عليك من خلق، فكيف من لم يخلق؟ فقال: "صوروا لي في الطين، حتى أني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه"، "فكما أن آدم عليه الصلاة والسلام علم أسماء العلوم كلها، كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، وزاد عليه: واصل الله صلاته وسلامه عليه بعلم ذواتها" متعلق بزاد، "ولله در الأبوصيري حيث قال" في الهمزية: "لك" لا لغيرك "ذات" نفس وحقيقة "العلوم" جمع علم، وهو هنا صفة ينجلي بها المذكور لمن قامت به انجلاء تامًا، والإدراك الجازم الذي لا يحتمل النقيض "من" فيض "عالم الغيب" الغائب، وهو ما لم يشاهد بالنسبة إلينا، وأما بالنسبة إليه تعالى، فالكل من عالم الشهادة، "ومنها" أي: العلوم بمعنى المعلومات "لآدم" أبي البشر "الأسماء" مبتدأ مؤخر خبره منها، جمع اسم، وهو هنا ما دل على معنى فيشمل الفعل والحروف أيضًا، "لا ريب أن المسميات أعلى رتبة من الأسماء، لأن الأسماء يؤتى بها لتبين المسميات، فهي المقصودة بالذات، وإليه الإيماء بقوله: ذات العلوم والأسماء مقصودة لغيرها" وهي المسميات، "فهي دونها، ففضل العالم بحسب فضل معلومه" فهو أفضل من آدم. "وأما إدريس عليه الصلاة والسلام" قيل: سرياني، وقيل: عربي مشتق لكثرة درسه الصحف، واسمه خنوخ، بخاءين معجمتين بينهما نون، فواو، ويقال: أخنوخ، بألف أوله، ابن