"والثاني: لأنهم تغايرن عليه" قال قتادة: سبب الآية غيرة غارتها عائشة، وقال ابن زيد: وقع بين أزواجه تغاير ونحوه مما يتغير به مزاجه، فنزلت، حكاهما ابن عطية. "والثالث: لأن أزواجه" الأولى حذف اللام فيه وفيما قبله "طالبنه" بالنفقة وشططن عليه في تكليفه منها فوق سعته، "وكان غير مستطيع، فكان أولهن أم سلمة سألته سترًا معلمًا" بضم الميم، وسكون المهملة، وفتح اللام اسم مفعول من أعلمت الثواب، أي: جعلت له علمًا من طراز ونحوه، "وسألته ميمونة" بنت الحارث الهلالية "حلة يمانية، وسألته زينب" ابنة جحش الأسدية، لما تقدم في الزوجات، أن آية التخيير إنما نزلت وفي عصمته التسع التي توفي عنهن، فليس المراد زينب ابنة خزيمة لموتها عنده صلى الله عليه وسلم قبل نزول الآية، "ثوبًا مخططًا، وهو البرد اليماني، وسألته أم حبيبة" بنت أبي سفيان الأموية "ثوبًا سحوليًا" بسين وحاء مهملتين. قال في المصباح: مثل رسول بلدة باليمن يجلب منها الثياب، وينسب إليها على لفظها، فيقال: أثواب سحولية، وبعضهم يقول: سحولية، بالضم نسبة إلى الجمع، وهو غلط؛ لأن النسبة إلى الجمع، أي وهو سحل بضمتين إذا لم يكن علمًا، وكان له واحد من لفظه ترد إلى الواحد بالاتفاق، "وسألته كل واحدة" من باقي التسع "شيئًا إلا عائشة، حكاه النقاش" في تفسيره. "والرابع: أن أزواجه عليه السلام اجتمعن يومًا، فقلن: نريد ما تريد النساء من الحلي؟ فأنزل الله آية التخيير، حكاه النقاش أيضًا، وذلك أنه لما نصر الله تعالى رسوله،