للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر".

ورواه ابن عدي في كامله بلفظ: "البدلاء أربعون، اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم أحد بدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم، فعند ذلك تقوم الساعة".

وكذا يروى كما عند أحمد في المسند، والخلال، من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا. "لا يزال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات واحد أبدل الله تعالى مكانه


ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستقون فيسقون، ويسألون فتنبت الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء، قال في الفتوحات: معناه أنهم يتقلبون في المعارف الإلهية تقلب ذلك الشخص إذا كانت واردات العلوم الإلهية إنما ترد على القلوب فكل علم لم يرد على قلب ذلك الكبير من ملك أو رسول يرد على هذه القلوب التي هي على قلبه، وربما يقول بعضهم فلان على قدم فلان، ومعناه ما ذكر. وقال اليافعي في الكفاية عن بعض العارفين: الواحد الذي على قلب إسرافيل هو القطب ومكانه في الأولياء كالنقطة في الدائرة التي هي مركز لها به يقع صلاح العالم، وقال عن بعضهم: لم يذكر أن أحدًا على قلبه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يخلق الله في عالم الخلق والأمم أعز وألف وأشرف من قلبه، فقلوب الأنبياء والملائكة والأولياء بالإضافة إلى قلبه كإضافة سائر الكواكب إلى كامل الشمس، انتهى. وهذا يرد قول ابن عربي أحد الأوتاد على قلبه عليه السلام، وله ركن الحجر الأسود "ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر" بأن إقامته في التصرف الذي كان أمر به في حياته، فلا يرد أن الأولياء يتصرفون بعد موتهم بتصرفات خاصة تمكنوا منها وفعلوها لا لكونهم مأمورين بها لزوال التكليف بالموت، رواه ابن عدي في كامله بلفظ: "البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر". قرب الساعة وهو الريح التي تأتي بقبض روح كل مؤمن ومؤمنة "قبضوا كلهم" وليس المراد بالأمر النفخة الأولى، لأن هؤلاء من خيار الخلق وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس". رواه مسلم. وقال هنا: "فعند ذلك" أي: مجيء الأمر "تقوم الساعة" وجعل قيامها بعقب موتهم؛ لأنه يقرب من قيامها والقريب من الشيء يعده العرف عنده أو المراد ساعتهم كما مر نظيره، "وكذا يروى كما عند أحمد في المسند والخلال" نسبة إلى الخل المأكول "من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا" بإسناد حسن: "ولا يزال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم" وفي لفظ لأحمد من حديث عبادة: "الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلا قلوبهم على قلب إبراهيم". "خليل الرحمن كلما مات واحد" وفي لفظة: رجل " أبدل الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>