للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند الطبراني والبيهقي في البعث: "إن ربي وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفًا لا حساب عليهم، وإني سألت ربي المزيد فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعين ألفًا".

وبالجملة: فقد اختصت هذه الأمة بما لم يعطه غيرها من الأمم تكرمة لنبيها عليه الصلاة والسلام وزيادة في شرفه، وتفضيل فضلها وخصائصها يستدعي سفرًا بل أسفارًا، وذلك فضل الله، يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته، فذاك الذي يحاسب حسابًا يسيرًا، ومن أوبق نفسه فهو الذي يشفع فيه بعد أن يعذب". وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدخل الجنة من أمتي يوم القيامة سبعين ألفًا، ومع كل ألف سبعين ألفًا"، رواه الترمذي.
"وعند الطبراني والبيهقي في البعث" عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ربي وعدني أن يدخل من أمتي" أمة الإجابة، وفي إضافتها إليه إخراج غيرها من الأمم من العدد المذكور "الجنة سبعين ألفًا لا حساب عليهم" أي: ولا عذاب، "وإني سألت ربي المزيد فأعطاني مع كل واحد" المراد بالمعية مجرد دخولهم الجنة بغير حساب، وأن دخولها في الزمرة الثانية أو ما بعدها، "من السبعين ألفًا سبعين ألفًا" زاد في رواية البزار من حديث أنس: "وهم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"، ومر في حديث ابن عباس وصف السبعين ألفًا بذلك أيضًا، فيكون الكل موصوفين به.
وأخرج أحمد والديلمي عن أبي بكر، مرفوعًا: "أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي، فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا".
"وبالجملة فقد اختصت هذه الأمة بما لم يعطه غيرها من الأمم، تكرمة لنبيها عليه الصلاة والسلام، وزيادة في شرفه وتفضيل" بصاد مهملة، "فضلها" بمعجمة، "وخصائصها يستدعي سفرًا، بل أسفارًا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" النبي أو أمته، "والله ذو الفضل العظيم" وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا، ولله الحمد على ما أنعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>